نازحو الشمال السوري يُرمّمون الخيام مع توقف العواصف المطرية

15 ديسمبر 2023
خيام النازحين قديمة ومهترئة (عامر السيد علي)
+ الخط -

بدأ نازحو الشمال السوري ترميم الخيام القديمة والمهترئة أساساً والتي تضررت جراء المنخفضات الجوية والعواصف المطرية بجهود ذاتية، بعد تعذّر استبدالها بأخرى جديدة، جراء الظروف المعيشية الصعبة وشحّ المساعدات وغياب الاستجابة الإنسانية.

ويتجاوز عمر بعض المخيمات العشوائية الأربعة أعوام، إذ شيّد معظمها بين عامي 2019 و2020، بعد الحملة العسكرية الموسعة التي شنّتها قوات النظام السوري وكل من حلفائه إيران وروسيا على منطقة خفض التصعيد حينها التي شملت أجزاء من ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي واللاذقية وحلب، الأمر الذي تسبب حينها بنزوح أكثر من 700 ألف شخص.

نازحو الشمال السوري: لا حلّ لنا إلا الترميم

إبراهيم الدرويش النازح من ريف حماة يقيم في مخيمات دير حسان قال لـ"العربي الجديد": إنّ "الخيام لا تحتمل العوامل الجوية، وهي في الأصل قديمة وبعضها مهترئ، وهناك الكثير من النازحين لا يمكنهم استبدالها، لا حل لهم سوى ترميمها، من خلال بناء بلوك من الداخل وحفر من الخارج حول الخيمة في محاولة لمنع دخول المطر".

وأضاف " نازحو الشمال السوري يكابدون حياة صعبة جدا هنا في المخيمات ودائما ما نناشد المنظمات أن تساعدنا فلا حول لنا ولا قوة".

الترميم ببطانيات وشوادر

الناشط الإعلامي عدنان الطيب اطّلع على كيفية ترميم النازحين في المخيمات العشوائية لخيامهم في الوقت الحالي، وقال لـ"العربي الجديد" إنّ معظم الخيام عمرها من عمر نزوح معرة النعمان منذ 4 سنوات، وهي مهترئة ومن الصعب ترميمها، يفعل الأهالي ما يقدرون عليه يضعون بطانيات فوقها أو شوادر يشدونه بحبال، علماً أن معظم المخيمات أرضها زراعية، ومنها مخيم النور قرب زردنا في إدلب وهناك أخرى دون أسماء، وفي الفترة الحالية لا جهات تساعد في وضع حد لمعاناة النازحين الذين تحوّل عندهم فصل الشتاء إلى كابوس يقض المضاجع، بحيث تغمر المياه الخيام ويقسو البرد على الأجساد ويمرض الصغار". 

جهود المنظمات الإنسانية ضعيفة

ورغم الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، في إطار استبدال الخيام بالمسكن الدائم، إلا أنها لا تزال ضعيفة، مع وجود أكثر من 500 مخيم عشوائي في المنطقة يسكنها أكثر من 300 ألف شخص، غالب خيامها من صنع النازحين.

عبد السلام اليوسف مدير مخيم التح قال لـ" العربي الجديد": "الخيام قديمة تخترقها المياه بكل سهولة، وعندما يتوقف المطر ونخرج لتفقدها نحاول خياطة الثقوب أو تغطيتها بشوادر أو حفر خندق حول الخيمة لمنع دخول المياه، حياتنا في هذه الخيام في فصل الشتاء هي رحلة عذاب ".

وأحصى فريق "منسقو استجابة سورية" جراء العاصفة المطرية الأخيرة أضراراً ضمن أكثر من 22 مخيما في مناطق متفرقة من الشمال السوري أبرزها مناطق ريف حلب الشمالي، ومناطق من ريف إدلب، ولفت الفريق إلى أن 41 خيمة تضررت بشكل كامل ودخلت مياه الأمطار 57 خيمة أخرى بينما تضررت 56 خيمة جزئيا، وبلغ عدد المتضررين جراء العاصفة 6893 نسمة.

 

المساهمون