نادي الأسير الفلسطيني: ناصر أبو حميد يحتضر وقد يعلن استشهاده في أية لحظة

10 سبتمبر 2022
تحرّك داعم للأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد (مصطفى حسونة/ الأناضول)
+ الخط -

أكد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت، أن الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد (51 عاماً) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة الملاصقة، لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، يواجه "خطر الاستشهاد بأية لحظة".

وكانت عائلة أبو حميد قد أطلقت نداءً، أول أمس الخميس، بعد تطور لافت في ملف ناصر الطبي، بعد أن أجريت له فحوص طبية الأربعاء الماضي، وصور طبقية لجميع أنحاء جسده، مشيرة إلى أن أطباء الاحتلال الذين عرض عليهم ناصر بشكل متأخر قالوا في توصياتهم إنه "يجب فحص إمكانية إطلاق سراحه في أيامه الأخيرة"، فيما أكد نادي الأسير أن ناصر "يحتضر".

وأوضح نادي الأسير، في بيان له اليوم: "بدأ الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد في تراجع كبير، في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، وفي حينه، وبعد مماطلة في إجراء الفحوص اللازمة له ونقله إلى المستشفى، تبين أنّه مصاب بسرطان في الرئة، حيث كان يقبع في حينه في سجن (عسقلان)".

وتابع النادي: "على مدار عام واجه أبو حميد سياسة القتل البطيء، فرغم حاجته الماسة للبقاء في المستشفى، ورغم ما واجهه من تفاقم خطير تحديداً منذ نهاية العام الماضي حتّى اليوم، فإن سلطات الاحتلال أبقته محتجزاً في سجن الرملة، إلى أن سلمته تقريراً طبياً أول أمس يوصي فيه أطباء الاحتلال، بأن يجري الإفراج عنه في أيامه الأخيرة".

وأمضى أبو حميد في سجون الاحتلال أكثر من 30 عاماً، وتعرّض للاعتقال منذ أنّ كان طفلاً، كما تعرّض لعدة إصابات بليغة، وتعرّض للمطاردة والملاحقة، إضافة إلى سنوات أسره، واعتُقل أبو حميد مجدداً إبان انتفاضة الأقصى عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد 7 مرات و50 عاماً، كما أن له أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، وهم محمد، ونصر، وشريف، وإسلام، وله شقيق شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد.

على صعيد آخر، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، "إن 73 أسيراً استشهدوا في سجون الاحتلال نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وذلك منذ عام 1967 وهم من بين 231 شهيداً من شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، وكانت آخرهم الشهيدة سعدية فرج الله التي استُشهدت في يوليو/تموز من العام الجاري 2022، نتيجة لهذه السياسة".

ولفت نادي الأسير إلى أن معطيات خطيرة شهدتها قضية الأسرى المرضى خلال السنوات القليلة الماضية، إذ شكّلت جريمة الإهمال الطبي، إلى جانب سياسة التعذيب، أبرز السياسات التي أدت إلى استشهاد أسرى، بما في ذلك من أدوات قمعية وتنكيلية كثيفة تستخدمها إدارة السجون بحقّ الأسرى.

ووفق نادي الأسير، فإنّ نحو 600 أسير مريض في سجون الاحتلال ممن جرى تشخيصهم على مدار السنوات الماضية يواجهون أوضاعاً صحية صعبة، بينهم نحو 200 يعانون أمراضاً مزمنة، من بينهم 23 أسيراً مصابون بالأورام والسّرطان بدرجات مختلفة، أصعبها حالة الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه خطر الموت في أي لحظة.

وكان نادي الأسير قد حذّر من التزايد في حالات الإصابة بالأورام، ومنهم من تأكّد من تشخيصه بشكل نهائي، وآخرون ينتظرون أن تجرى لهم فحوص طبية أخرى للتأكد من نوع الورم المصابين به، وتتعمد إدارة السجون المماطلة في نقلهم إلى المستشفيات، وإجراء الفحوص الطبية لهم، وتشكل سياسة المماطلة هذه أبرز الأدوات التي تنتهجها في قتل الأسرى المرضى.

وفي الفترة الواقعة ما بين شهر أغسطس/ آب 2021 ويونيو/ حزيران 2022، سُجلت على الأقل 6 حالات إصابة بالسرطان، بالإضافة إلى الأسير عبد الباسط معطان الذي اعتقل وهو يعاني من الإصابة بالسرطان، وكانت أبرز هذه الحالات ناصر أبو حميد، وإياد نظير عمر، وجمال عمرو، وموسى صوفان.

وأكّد نادي الأسير أنّ غالبية من أُصيبوا بالسرطان والأورام واجهوا ظروفاً اعتقالية مشابهة، فغالبيتهم تعرّضوا لعمليات تحقيق قاسية، ومنهم من تعرّض لإصابات برصاص الاحتلال قبل الاعتقال، أو أثناء اعتقاله، واحتُجز في العزل الانفرادي لسنوات، أو في سجون تعتبر الأسوأ من حيث الظروف البيئية، عدا عن أنّ معظمهم من الأسرى القدامى الذين تجاوزت فترة اعتقالهم 20 عاماً وأكثر.

ومن اللافت أنّ جزءاً ممن استُشهدوا وكانوا مصابين بالسرطان قد عانوا من تفاقم أوضاعهم الصحية على مدار سنوات، دون معرفتهم بإصابتهم، وتتعمد إدارة السجون إعلام الأسير بإصابته بالمرض بعد أن يكون قد وصل إلى مرحلة متقدمة، كما جرى مع الشهيد حسين مسالمة وغيره من الأسرى الذين استُشهدوا في سجون الاحتلال أو بعد تحررهم بفترات وجيزة.

ويعتبر سجن "الرملة" الذي يُطلق عليه الأسرى "المسلخ"، شاهداً على الموت اليومي الذي يعيشونه، ويقبع فيه نحو 18 أسيراً مريضاً وجريحاً في ظروف مأساوية، كان من بين الأسرى الذين احتجزوا فيه لسنوات واستشهدوا، الأسير بسام السايح، وسامي أبو دياك، وكمال أبو وعر، وغيرهم من الذين واجهوا السرطان وسياسة القتل البطيء على مدار سنوات.

المساهمون