ميلانو الإيطالية توسع محاربة التدخين... ممنوع حتى في الأماكن المفتوحة

20 يناير 2021
توسيع منع التدخين في ميلانو (بييرو كروسياتي/فرانس برس)
+ الخط -

يبدي ماسيمو غابياديني، وهو صاحب متجر في ميدان دوومو الشهير في مدينة ميلانو الإيطالية، ارتياحه لقرار حظر التدخين حتى في الهواء الطلق، والذي بدأ سريانه يوم الثلاثاء، في الحدائق والملاعب ومحطات الحافلات، ويقول: "أخيراً أقرّ هذا القانون. لقد سئمنا الدخان".
لكن الرجل البالغ 50 سنة يشكك في جدية الأمر، ويقول: "أنتظر لأرى ما إذا كان القانون سيطبق فعلاً. في أوروبا الشمالية يحترمون القانون، أما في إيطاليا فهذا ليس مضموناً".

والحظر الذي يشمل حتى المقابر، ليس شاملاً، إذ يمكن للراغبين في التدخين أن يفعلوا ذلك في أماكن معزولة، على أن تكون بينهم وبين الآخرين مسافة عشرة أمتار، وفي ساحة دوومو الخالية من السياح بسبب جائحة "كوفيد-19"، والتي لم يشملها منع التدخين، أبدى عدد من المارة، فيما هم ينفثون دخان سجائرهم، دهشتهم من القانون.
وصُنّفت ميلانو منطقة حمراء في ما يتعلق بالجائحة، إذ يُعتبر خطر تفشّي الفيروس فيها عالياً. وحدها المتاجر التي تبيع الضروريات الأساسية مفتوحة، ويمكن للمطاعم أن تبيع عبر الطلبات الخارجية فقط.

وتقول فلوريس ديتميرس، وهي عارضة أزياء في الثامنة عشرة جاءت من هولندا لحضور أسبوع الموضة الرجالية: "لا توجد أي علامة في ميلانو تنبّه إلى أن التدخين ممنوع في أماكن معيّنة. أتفهم أن يكون التدخين محظوراً داخل الأماكن المغلقة. أما في الخارج، فأريد أن تبقى للناس حرية التدخين".
بشكل عام، يحظى الحظر بقبول، حتى من المدخنين كماريا لويجيا دي توما (63 سنة)، وهي بلا عمل حاليا، والتي تصف الإجراء بأنه "عادل"، معترفة بأن "التدخين أمر مزعج حقاً للأشخاص المحيطين بالمدخّن".
وتشكّل ميلانو أول مدينة إيطالية تطبّق هذا الحظر الجزئي على التدخين في الهواء الطلق. وأوضحت بلدية المدينة أن الهدف منه هو "الحدّ من الجسيمات الدقيقة الضارة بالرئتين، وحماية صحة المواطنين من التدخين النشط والسلبي في الأماكن العامة".

وتحطم ميلانو باستمرار الأرقام القياسية في التلوث، إذ إن حركة المرور كثيفة في عاصمة إقليم لومبارديا، ويمكن أن تعزى 8 في المائة من التلوث بجزيئات "بي إم 10" الدقيقة في ميلانو إلى السجائر. أما السيجارة الإلكترونية، فهي غير مشمولة حتى الآن بالحظر.

وتراوح قيمة الغرامات التي ستوقع على المخالفين ما بين 40 و240 يورو، إلا أنّ مسؤولي بلدية ميلانو يوضحون أن هذه العقوبات غير مطبقة في الوقت الراهن، مشيرين إلى أن التنفيذ سيكون "تدريجياً"، في انتظار أن يصبح الجميع على بيّنة من القانون.

حظر شامل

أما الضربة القوية للمدخنين فموعدها هو الأول من يناير/كانون الثاني 2025، حين سيفرَض حظر تام على التدخين في الهواء الطلق، ومع أن انتقادات توجه إلى إيطاليا باستمرار بسبب مستويات التلوث المقلقة، فهي تُعتبَر رائدة على مستوى أوروبا في مجال حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة، ومنها الحانات والمطاعم، إذ بدأت تطبيق هذا الإجراء في عام 2005.
وخلافاً للتوقعات، كان تطبيق هذا القانون يسيراً، ولاحظت السلطات الصحية انخفاضاً ملحوظاً في التدخين، فعدد المدخنين الذين يبلغون الخامسة عشرة فما فوق انخفض بنحو مليون مدخن إلى 11.6 مليونا، وفقاً لدراسة أجراها المعهد العالي للصحة.
وتقول لورا بيرالدو (21 سنة) إنها لا تعتزم التخلي عن النيكوتين، إذ هي تستهلك 20 سيجارة في اليوم. وتضيف: "ليست السجائر هي المسؤولة عن الضباب الدخاني، بل حركة مرور السيارات، والاحتباس الحراري"، وترى أن "لا اعتداء على حرية التدخين في الوقت الراهن. يكفي أن أحترم مسافة عشرة أمتار".

(فرانس برس)

المساهمون