يطالب سكان مدينة حارم في ريف إدلب الشمالي، الواقع شمال غربي سورية، بإيجاد حلّ لأزمة المياه التي يعانون منها في الوقت الحالي، من جرّاء تلوّث أحد ينابيع المياه في المدينة التي تغذّي منازلهم عبر شبكة المياه، بعد تسرّب مياه الصرف الصحي إليها. ويأتي هذا في الوقت الذي أطلق المجلس المحلي للمدينة وعداً باتخاذ خطوات سريعة لحلّ مشكلة التلوّث ومعالجتها.
يخبر أحمد البكور، أحد المتضرّرين في مدينة حارم من هذه الأزمة "العربي الجديد": "تلقينا بلاغاً من مؤسسة مياه الشرب بأنّ المياه قد تلوّثت بسبب خط صرف صحي قريب من النبع الذي يغذّي المنطقة حيث نسكن، علماً أنّ التلوّث سُجّل بعد هطول الأمطار، وهو الأمر الذي يعرّض الناس إلى الإصابة بالكوليرا. وقد كُشف عن التلوّث بعد فحص عينات من المياه".
يضيف البكور أنّ "تلوّث المياه ألقى بأعباء إضافية على السكان. فقد تضاعفت معاناتنا بتأمين مياه الشرب بعد التلوّث، في حين عمدت الصهاريج التي توفّر المياه إلى مضاعفة أسعارها نتيجة الطلب وارتفاع أسعار المحروقات". ويشدّد على ضرورة "التوصّل إلى حلّ سريع للتخفيف من معاناتنا في تأمين مياه الشرب بأسرع وقت ممكن".
وفي الوقت الراهن، مع تفشّي الكوليرا في عموم المناطق السورية والذي نتج عن تلوّث مصادر المياه بالدرجة الأولى، والمياه غير الموثوقة التي يشتريها المواطنون، سواء في مناطق سيطرة النظام أو مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أو مناطق سيطرة المعارضة المسلحة والجيش الوطني شمالي البلاد وشمال غربيها.
وفي هذا الإطار، يقول معاون مدير صحة إدلب حسام قرة محمد لـ"العربي الجديد" إنّه "يتوجّب اتّخاذ خطوات لإنهاء تلوّث المياه، وذلك عن طريق معالجة أساس مشكلة التلوّث وحصره، وعدم السماح بوصول مياه الصرف الصحي لمصادر مياه الشرب. وبعدها يتوجّب اتّخاذ إجراءات فحص المياه بطريقة دورية، وتعقيم خزانات المياه في المدن والقرى، وتعقيم صهاريج المياه كذلك التي تُستخدم في إيصال المياه إلى الأماكن التي لا تتوفّر فيها شبكات مياه وخزانات".
وينصح قره محمد الأهل بـ"استشارة طبيب في حال أصيب طفلهم بالإسهال، لتقييم حالته الصحية وإثبات إصابته بالكوليرا أو نفيها"، مشدّداً على "ضرورة التأكّد من مصادر المياه، وتعقيم الخزانات المنزلية دورياً".
من جهته، يبيّن رئيس المجلس المحلي في مدينة حارم محمد السيد علي لـ"العربي الجديد" أنّ "المجلس اتّخذ خطوات فورية بهدف وقاية السكان من تلوّث المياه"، لافتاً إلى أنّه "وجدنا عينات مياه ملوّثة بعد تحليل عدد منها". ويشرح أنّ "المياه تلوّثت بسبب قناة صرف صحي متشقّقة تمرّ بجانب نبع للمياه يغذّي منطقة في المدينة. وعند هطول الأمطار، تزيد كمية المياه في القناة فتصل إلى التشقّقات لتتسرّب منها إلى النبع فتلوّث مياهه".
ويقول السيد علي: "نحن نبّهنا الناس بعدما اكتشفنا تلوّث عيّنات، وأطلقنا حملات توعية للأهالي حتى لا يستخدموا المياه الملوّثة للشرب"، مشيراً إلى أنّ "النبع فرعي يمرّ في الجامع والسوق، وبالتالي فإنّ مياهه ليست تلك الأساسية التي تضخّها الشبكة".
ويتابع السيد علي: "ونحن نعمل على مشروع لتغيير خط الصرف الصحي بهدف منع التلوّث. فالأهالي الذين يسكنون بالقرب من النبع يستفيدون من مياههم عندما لا تكفيهم خزانات المياه. لكن لدينا ضخّ يومي من المياه النظيفة والسليمة بواسطة الشبكة".
تجدر الإشارة إلى أنّه قبل أربعة أيام، أطلق المجلس المحلي في المدينة تحذيرات للأهالي لتجنّب استخدام مياه الجامع الكبير في سوق مدينة حارم، إذ إنّ العيّنات المأخوذة منها أثبتت تلوّثها نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي.