موجة حر شديدة تضرب المغرب وسط مخاوف من اندلاع حرائق أخرى

18 يوليو 2022
يتعرض المغرب منذ نحو أسبوعين لموجة حر شديدة (Getty)
+ الخط -

حذرت مديرية الأرصاد الجوية في المغرب، اليوم الاثنين، من موجة حر جديدة تتراوح درجاتها ما بين 41 و46 درجة ستضرب البلاد ابتداء من يوم غد الثلاثاء إلى الأحد المقبل في عدد من أقاليم (محافظات) المملكة، في وقت تسابق فيه فرق الإطفاء الزمن لاحتواء الحرائق التي اجتاحت شمال البلاد جراء موجة الحر التي سادت في الأيام الماضية.

وأعلنت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أنه سيتم تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 41 و45 درجة، يوم غد الثلاثاء، في عدد من المدن الداخلية وفي الصحراء جنوب البلاد، في حين سيتم تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 41 و46 درجة، ابتداء من بعد يوم الأربعاء وإلى غاية يوم الأحد المقبل.

ويتعرض المغرب منذ نحو أسبوعين لموجة حر شديدة، حيث شهدت العديد من المناطق ارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت وتراوحت ما بين 40 و48 درجة مئوية، في وقت تعاني فيه البلاد جفافا استثنائيا وإجهادا مائيا.

وكان مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، الحسين يوعابد، قد قال في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، إن درجة الحرارة في المغرب تسجل ارتفاعاً ملموساً هذه الأيام، تجاوز المعدل الشهري بـ5 إلى 12 درجة.

وعزا المسؤول في مديرية الأرصاد الجوية الارتفاع المسجل في درجة الحرارة إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى نحو جنوبي البلاد، ووسط شمالي وشرقي البلاد، والمعروفة بظاهرة "الشرگي"، والذي جاء نتيجة نشاط المنخفض الصحراوي، الذي يوجه رياحاً جنوبية شرقية تعمل على صعود كتل هوائية ساخنة تزيد من ارتفاع درجة الحرارة.

وكان المغرب قد سجل السنة الماضية درجة حرارة قياسية هي الأعلى منذ عام 1925، راوحت بين 46 و49.3 درجة بالمحافظات الوسطى والجنوبية، وفق المديرية العامة للأرصاد الجوية.

سجل المغرب السنة الماضية درجة حرارة قياسية هي الأعلى منذ عام 1925، راوحت بين 46 و49.3 درجة بالمحافظات الوسطى والجنوبية

ويأتي التحذير من موجة الحر الجديدة في وقت يبدي فيه متابعون مخاوفهم من تكرار سيناريو ما يعيشه المغرب منذ الأربعاء الماضي، من اجتياح حرائق غير مسبوقة في خمسة أقاليم (محافظات) العرائش ووزان وتطوان وتازة وشفشاون شمالي المغرب، وأسفرت إلى حد الساعة عن مصرع شخص واحد، بعد أن حاصرت النيران العديد من القرى والتهمت المئات من البيوت والهكتارات.

ولم تعلن السلطات المغربية حتى الآن عن أسباب الحرائق التي اجتاحت الغابات في شمال المغرب، غير أن مختصين يرون أن قوة رياح "الشركي" (رياح جافة وحارة تهب من ناحية الصحراء)، التي فاقت سرعتها في بعض المناطق 20 كلم في الساعة، والحرارة المرتفعة بالمنطقة ساهمت في زيادة سرعة انتشار النيران وانتقالها من نطاق إلى آخر، ما عقد مهمة فرق التدخل البرية.

تغييرات مناخية

وبحسب الباحثة في قضايا التغييرات المناخية والكوارث الطبيعية، إلهام بلفحيلي، فإن ما عاشه المغرب من موجة حر غير عادية وحرائق غابات، خلال الأيام الماضية، ناجم بالأساس عن التغييرات المناخية التي أضحت حقيقة يتعين التعامل معها بكل جدية ومسؤولية، خاصة أن الموقع الجغرافي للمغرب يجعله من أكثر الدول تأثرا بتلك التغييرات.

وتؤكد بلفحيلي في حديث لـ"العربي الجديد "، أن الحرائق اليوم "ليست مجرد حوادث فجائية بل أصبحت ظاهرة يتعين الاستعداد لها كل سنة وفي أي وقت، جراء التغييرات المناخية"، لافتة إلى أن التقارير التي صدرت، أخيرا، حول تلك التغييرات "مخيفة وتدفعنا للحيطة والحذر وتحمل الدولة لمسؤوليتها".

المساهمون