موجة الأمطار الغزيرة تربك شوارع العراق

09 مارس 2023
يتجدد غرق الشوارع مع أقل موجة أمطار في العراق (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

تسببت موجة الأمطار الغزيرة التي تشهدها العاصمة بغداد، وعدد من المحافظات العراقية، في شلل في الحركة في أغلب المناطق، بعدما أغرقت الشوارع والمناطق السكنية، وسط استنفار خدمي ومحاولات للسيطرة على المياه وتصريفها، في مؤشر على استمرار العجز في ملف الخدمات.

وتُحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، والتي فشلت على مدار سنوات في السيطرة عليها، لا سيما وأن أغلب خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة أو لم يتم تطويرها بما يتناسب مع الزيادات السكانية في العاصمة.

ومنذ عصر أمس الأربعاء، بدأت الأمطار تهطل في عدد من محافظات البلاد، وبنسب متفاوتة اشتدت بعد منتصف الليل، وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية في العراق، استمرار موجة الأمطار الحالية في البلاد حتى ظهر اليوم الخميس.

وقال مدير إعلام الهيئة عامر الجابري لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنّ "المحافظات الأكثر تأثراً بشدة الأمطار مساء أمس هي بغداد وكربلاء والنجف وواسط وصلاح الدين والأنبار ومحافظات أخرى".

وأغرقت الأمطار شوارع العاصمة بغداد، والمحافظات الأخرى، وشلت حركة السير فيها، كما اجتاحت عددا من المنازل خاصة في الأحياء القديمة الشعبية.

محافظ بغداد محمد جابر العطا، وجّه دائرة المجاري ومديريات بلديات المحافظة باستنفار الجهد الخدمي لسحب واستيعاب كميات الأمطار في مناطق نواحي وأقضية الأطراف. وذكر بيان لقسم الإعلام والاتصال الحكومي، أن "المحافظ وجّه العاملين في محطات ومراكز المجاري بالتواجد الميداني لسحب الأمطار من الشوارع والطرق الفرعية، فضلًا عن تشغيل محطات الضخ بكامل طاقاتها التصريفية وانتشار فرق الصيانة والآليات التخصصية وحسب فقرات خطة الطوارئ لموسم الأمطار".

وأضاف البيان، أن "الفرق الفنية لمديرية المجاري استنفرت لتصريف واستيعاب كميات الأمطار واستمرار العمل في المناطق غير المخدومة في تشغيل المحطات ومضخات الديزل لتصريف مياه الأمطار وبدعم الجهد الآلي للمراكز التابعة للمديرية".

كما وجّه أمين بغداد، عمار موسى، كوادر الأمانة بالاستنفار الكامل لتصريف مياه الأمطار. وقال مدير الإعلام والعلاقات في أمانة بغداد محمد الربيعي، في تصريحات صحافية "تم زج 144 ساحبة مياه و70 صاروخية لسحب مياه الأمطار في أحياء العاصمة، وأن كوادر الأمانة جميعها في الميدان حالياً للتعامل مع الأمطار، ويتأهب كذلك قسم الصيانة لمعالجة أية مشاكل تظهر في الشبكات".

وأشار إلى أنه "قبل الأمطار تم إعداد الخطط الكفيلة للتعامل مع أية موجة متوقعة، وكان هناك عمل مستمر من قبل كوادر دائرة مجاري بغداد".

وخولت مديريات تربية المحافظة بغداد، إدارات المدارس في العاصمة باتخاذ القرار المناسب بشأن تعطيل الدوام الرسمي من عدمه، حسب ما يرونه مناسبا، ما دفع أغلب تلك الإدارات إلى تعطيل الدوام، بسبب غرق المدارس والشوارع المؤدية إليها.

فيما عطلت محافظتا ديالى وصلاح الدين، الدوام الرسمي في عموم دوائرها، باستثناء الدوائر الخدمية التي تعمل على سحب المياه من الشوارع، وإعادة الحياة لها.

وتزيد معاناة النازحين في مخيمات النزوح في البلاد، مع هطول الأمطار، والتي تتسبب في غرق المخيمات واجتياح المياه خيامهم التي تفتقر لأدنى مستوى من التهيئة والاستعداد لمواجهة تقلبات الطقس في البلاد.

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أن الوزيرة إيفان فائق جابرو، وجهت باستنفار كوادر الوزارة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين في المخيمات بسبب الأمطار، في فروع الوزارة بإقليم كردستان وفرعيها في محافظتي الأنبار ونينوى، بتقديم الدعم والمساعدة للعائلات النازحة في المخيمات، التي تعرضت للضرر إثر هطول الأمطار".

وتواجه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 اتهامات كبيرة بإهمال ملف الخدمات، وعدم تطوير شبكات الصرف الصحي في بغداد والمحافظات، ما يتسبب في غرق الشوارع مع أقل موجة أمطار.

 

المساهمون