قدّم المهرج الإيطالي ماركو روداري آخر عرض ترفيهي له للأطفال في مدينة الموصل، أمس الأربعاء، بهدف إزالة آثار الحرب وزرع البهجة والسعادة في نفوس أطفال العراق.
ويعدّ هذا العرض واحداً من العروض العديدة الأخرى التي أقامها ماركو روداري في مناطق مختلفة من محافظة نينوى، لزرع البهجة والفرحة في نفوس الأطفال الذين افتقدوها بسبب سيطرة تنظيم "داعش" على المحافظة لمدة ثلاث سنوات.
وأقيم العرض الترفيهي في مركز الإرشاد المجتمعي في الموصل، حيث نظمت احتفالية بسيطة للأطفال اليتامى، كما تمّ عرضه في المنطقة القديمة من الموصل.
وقال المهرّج الإيطالي ماركو، لـ"العربي الجديد": "أنا سعيد جداً لوجودي في الموصل، كما في المتنزه مع الأطفال، أشاهدهم يبتسمون، وهذه زيارتي الثانية للمدينة".
وأضاف المهرج الإيطالي: "أتمنى أن أعود إلى الموصل سنوياً، وأن أذهب لمتنزهات ومدارس عديدة لأُقدم عروضاً للأطفال، لأنه بعد انتهاء الحرب من الضروري أن نشاهد البسمة على وجوههم".
وفي زيارته الثانية للموصل، أشاد المهرّج بتحسّن حال الأطفال والمدينة، وقال: "في زيارتي الثانية، لاحظت تحسّن وضع الأطفال، وأعتقد أنّ هذا التغيّر هو بسبب السلام الموجود في المدينة".
وأعرب عن فرحته "بانتهاء سيطرة داعش، لأنه عندما كان التنظيم مسيطراً على الموصل كان ذلك مخيفاً بالنسبة للأطفال بشكل خاص، لأنهم لم يستطيعوا أن يلعبوا ويكونوا سعداء بحرية".
المهرّج الإيطالي، الذي سافر بحقيبته المليئة بألعاب الخفّة إلى أكثر من عشرين دولة تعاني من نزاعات وحروب داخلية، يهدف من خلال عروضه إلى تخفيف الضغوط النفسية التي عاشها السكّان، كما إلى إضحاك الأطفال وتقديم عروض ترفيهية لهم.
وهذا العرض الترفيهي الذي نظمته منظمة UPP (جسر إلى) الإيطالية، بالتعاون مع مؤسسة "تطوّع معنا للإغاثة والتنمية" في المنطقة القديمة من الموصل، حضره عدد كبير من الأطفال.
وقال عبد القادر، وهو أحد الأطفال الذين حضروا العرض: "اليوم فرحة الأطفال لا توصف بحضور المهرج الإيطالي. تسلّينا وفرحنا، ونتمنى أن تتكرّر هذه الفعاليات كثيراً، لأننا افتقدنا أجواء الفرح".
جميل الجميل، المتحدث باسم منظمة UPP، تحدّث إلى "العربي الجديد" حول هذه المبادرة، وقال: "للسنة الحادية عشرة على التوالي تستضيف منظمة upp المهرّج الإيطالي الشهير ماركو روداري، ليقيم فعاليات للأطفال. هذه السنة كانت الفعاليات مختلفة، إذ استطاع المهرّج الوصول إلى مختلف المحافظات العراقية، فزار البصرة والنجف والناصرية وبغداد والسليمانية وإربيل، وآخر محطة له كانت في محافظة نينوى، حيث بدأ من سهل نينوى وتدرّج وصولاً إلى الموصل، والمحطة الأخيرة له، الأربعاء، كانت في الجانب الأيمن من مدينة الموصل".
العرض الترفيهي نظمته منظمة UPP (جسر إلى) الإيطالية، بالتعاون مع مؤسسة "تطوّع معنا للإغاثة والتنمية" في المنطقة القديمة من الموصل، حضره عدد كبير من الأطفال
وحول هدف المنظمة والمهرّج من إقامة مثل هذه الفعاليات، قال جميل: "الهدف من إقامة الفعاليات والأنشطة للأطفال هو إزالة تصورات وتأثيرات الحرب من أذهانهم ورسم الابتسامة على وجوههم، لأنّ مدينة الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام تأثّرت بالحرب الأخيرة وبسيطرة مفاهيم داعش".
وأضاف جميل أنه "في السنة الأولى التي زار فيها ماركو الموصل، لاحظ أنّ بعض الأطفال لديهم تصورات من مرحلة سيطرة داعش، لكن اليوم شاهد الاختلاف الذي حدث لديهم، إذ هم يؤمنون بالحياة وينظرون إلى مستقبل محافظة نينوى".
وأضاف: "شاهدنا الأطفال وهم يستمتعون، وتفاعلوا مع المهرّج. يعود ماركو إلى العراق سنوياً، وهو يكرّس نفسه لخدمة أطفال المدن والبلدان التي تأثّرت بالنزاعات والحروب، منها العراق وسورية وفلسطين، إضافة إلى مصر. وهو يأمل بأن يذهب إلى بلدان أُخرى مثل ليبيا والسودان ودول أفريقية أخرى، وأن يستطيع تدريجياً تقديم هذه الفعاليات لأطفال العالم".