تتواصل احتجاجات المهجرين والنازحين الرافضين لقرار حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام في إدلب، بإخراجهم من مراكز الإيواء في مدينة إدلب شمال غربي سورية، إلى مخيمات على أطراف المدينة، وسط تضييق مستمر من الحكومة على المقيمين في هذه المراكز بهدف إجبارهم على المغادرة.
يقول خالد أبو أسامة (33 عاما) المهجر من ريف حمص لـ "العربي الجديد"، إن بلاغات وصلت للمقيمين في المراكز ضمن مدينة إدلب سابقا، على أن يبدؤوا بمغادرة مراكز الإيواء في 1 مارس/ آذار المقبل، ومنها مبنى المالية في مدينة إدلب الذي يقيم فيه مهجرون من ريف حمص الشمالي إضافة إلى نازحين من ريف إدلب. وفي الوقت الحالي الاحتجاجات ينفذها المقيمون في مراكز الإيواء الأخرى بمدينة إدلب، وهم يرفضون التوجه للمخيمات على أطراف المدينة.
ويبلغ عدد مراكز الإيواء في مدينة إدلب 17 مركزاً، يقطنها نازحون من محافظة ريف دمشق، إضافة للذين نزحوا من مناطق الريف الجنوبي في محافظة إدلب خلال العمليات العسكرية التي طاولت المنطقة العام الماضي، والتي سيطرت فيها قوات النظام على أجزاء من ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، خلال المعارك التي امتدت ما بين نهاية عام 2019 واستمرت حتى التوصل لاتفاق الهدنة في مارس/آذار 2020.
بدوره، يوضح أبو أحمد أحد النازحين من ريف معرة النعمان، أن الخروج للمخيم ليس من ضمن الخيارات، خاصة أن حياة المخيم صعبة، والمساكن لا تحمي النازحين من الظروف الجوية، ولا يمكنهم الصمود أبداً.
وأكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أن "هناك مهجرين من الغوطة الشرقية، إضافة إلى نازحين من مناطق ريف إدلب، والبعض منهم مقيم في مراكز الإيواء منذ أربعة أعوام. ومن مراكز الإيواء التي يسكنها النازحون منذ فترة طويلة مدرسة "إحسان مبيض" في شارع الثلاثين في المدينة، إضافة لمراكز إيواء عبارة عن مبان حكومية سابقا، ومنها مبنى المالية، ومبنى أفران الخبز، إضافة إلى مباني القضاة، وفندق إدلب أيضا، وتقطنها عوائل مهجرة ونازحة منذ 3 أعوام".
وفي العام الماضي تم إخلاء منطقة السكن الشبابي من النازحين والمهجرين، وكان يقطنها مهجرون من الغوطة الشرقية، ومنحت المساكن لمالكين جدد.
أما عن سبب إخلاء المهجرين من هذه المباني، فقد أكد المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن حكومة الإنقاذ بحاجة إليها لذلك تجبر المهجرين على مغادرتها، وبررت بأنها بنت مخيماً لهم في منطقة كفرجالس، شمالي إدلب بنحو 5 كيلومترات، والمسكن عبارة عن غرفتين من الصفيح مع عوازل. وعدد هذه المساكن المؤقتة بلغ 2500 مسكن.
يذكر أنّ المظاهرة التي جرت يوم أمس لم تكن ضخمة بسبب الخوف لدى المهجرين من ردة فعل نحوهم.
وكانت دائرة المهجرين في حكومة الإنقاذ ضيّقت على النازحين والمهجرين المقيمين في مراكز الإيواء بمدينة إدلب، من خلال منع المساعدات عنهم، الأمر الذي أجبر البعض منهم على المغادرة والبحث عن مساكن في أماكن أخرى.