مهاجرون ولاجئون يحتجون في تونس ضد "التهميش"

14 فبراير 2022
مهاجرون ولاجئون يطالبون بتسوية أوضاعهم (فتحي الناصري/ فرانس برس)
+ الخط -

 

نظّم عشرات المهاجرين واللاجئين في جنوبي تونس، اليوم الإثنين، وقفة احتجاجية للتنديد بـ"التهميش" الذي يتعرّضون له والمطالبة بترحيلهم إلى دول أخرى. وينفّذ هؤلاء الناجون من الغرق في عمليات هجرة غير نظامية من ليبيا نحو السواحل الإيطالية، اعتصاماً منذ أيام أمام مقرّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في منطقة جرجيس الساحلية (جنوب شرق).

وقد ردّد المحتجّون، من بينهم نساء وأطفال، هتافات منها "إجلاء فوري" و"لا للاندماج في تونس". كذلك حمل بعضهم لافتات كُتب عليها "أين الحقّ المشروع للاجئين؟" و"لا يوجد مستقبل في تونس" و"نحن في خطر". وقال أحد المهاجرين وهو سوداني فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس": "لدينا بطاقة لاجئ لكنّ هذه المنظمة لا تهتمّ بنا، ونحن مهمّشون والأوضاع هنا غير إنسانية".

وغالباً ما يعبّر المهاجرون، معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، عن غضبهم من تعرّضهم للعنف اللفظي والجسدي في تونس. وجزء كبير من المهاجرين الواصلين إلى تونس عبر ليبيا أُنقذوا في عمليات نجدة تنفذها قوات خفر السواحل في عرض البحر.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

في الإطار نفسه، قال المتحدّث باسم اللاجئين المحتجّين أحمد عبد اللّه آدم لوكالة "الأناضول": "دخلنا في اعتصام مفتوح أمام مقرّ المفوضية، للمطالبة بترحيلنا من تونس"، لافتاً إلى أنّ من بينهم من أمضى ثلاثة وخمسة أعوام في تونس من دون أن يُسوَّى وضعه، ويعني بذلك ترحيله إلى أوروبا. وحمّل آدم مسؤولية تردّي أوضاعهم إلى "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وشركائها في تسوية ملفاتنا، لا سيّما المعهد العربي لحقوق الإنسان (مستقلّ)".

أضاف آدم: "نواجه انتهاكات كثيرة وتنكيلا بنا من قبل بعض أعوان مكتب المفوضية في تونس"، موضحاً أنّهم أُخرِجوا أخيراً من مساكنهم وهم يبيتون الآن في العراء. وتابع: "لا يهمّني أن أذهب إلى دولة أفريقية أو دولة أوروبية، المهمّ أن أعيش بكرامة"، لافتاً إلى أنّ "كل الموجودين في جرجيس دخلوا (تونس) عبر (البحر الأبيض) المتوسط في خلال الأعوام الأخيرة بعد تعطّل قواربهم في البحر".

من جهتها، أكدت عوضيّة حسن عمين لـ"العربي الجديد" أنّهم يعيشون الآن في العراء، لافتة إلى أنّه "لدينا أطفال صغار ومرضى، ولا نعرف إلى أين نذهب. ونحن احتجينا لخمسة أيام مطالبين بتسوية أوضاعنا".

وتفيد أرقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأنّه في الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، اعترض خفر السواحل التونسيون نحو 19 ألفاً و500 مهاجر كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.

المساهمون