أعاد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن تعيين اللبنانية الأميركية سارة منقارة، مستشارة أميركية خاصة لحقوق الإعاقة الدولية، النظر في كيفية مساهمة اللبنانيين في دول الاغتراب عموماً، وأصحاب الاحتياجات الخاصة خصوصاً، في صناعة القرارات الدولية.
فمن خلال هذا المنصب، ستتمكن منقارة من لعب دور حاسم في ضمان أن تقوم كل من الولايات المتحدة وبرامجها الخارجية بتعزيز وحماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء العالم.
بحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية، فإنّ "تأثيرات جائحة فيروس كورونا، وتغيّر المناخ، إضافة إلى الاضطرابات السياسية، تؤثّر بشكل غير متناسب على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يجعل تعيين منقارة ضرورياً أكثر من أي وقت مضى"، إذ إنّ "التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة، يعيق التنمية الاقتصادية ويحدّ من الديمقراطية ويقوّض المجتمعات".
ومن المفترض أن تتمكن الولايات المتحدة من أن تلعب دوراً مهماً في مواجهة هذه التحديات، والتخفيف من آثارها الضارة على مستوى العالم، مع قيادة سارة منقارة لهذا المركز.
منقارة هي خبيرة ومتحدثة دولية، ومدرّبة في مجالات الإعاقة والإدماج وريادة الأعمال الاجتماعية. أسّست العديد من المنظمات غير الهادفة للربح، وحصلت على العديد من الجوائز لعملها، ما جعلها على قائمة "فوربس 30" تحت سن 30.
ولدت منقارة في مدينة طرابلس في لبنان، وفقدت بصرها في سن السابعة، وهي لا تزال حريصة على تعزيز الإدماج كقيمة. أسّست منظمة غير ربحية تدعى "Empowerment"، وأكّدت منقارة في حديث لها على شبكة "سي أن أن" الأميركية، أنها "تأمل في أن تسمح لها خلفيتها كرائدة أعمال، بتغيير الأمور في وزارة الخارجية وتقديم منظور جديد".
من هي منقارة؟
بحسب موقعها الإلكتروني الخاص بها Saraminkara، وهو موقع متخصّص في عرض خدمات إدارة ورش العمل، وتنظيم المؤتمرات الخاصة بها، تسعى منقارة دائماً إلى التركيز على سرد جزء من مسيرتها العلمية والعملية في الدورات التي تقوم بها حول العالم، لإلهام الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.
منقارة متحدثة معترف بها دولياً لإدماج الإعاقة والقيادة والتمكين الفردي والمشاريع الاجتماعية، تسعى من خلال ورش العمل التحويلية والتفاعلية إلى استخدام مناهج عدة، حول تكييف التحديات الاجتماعية، والتحديات التي يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة في أماكن العمل.
أسّست سارة منظمة غير ربحية "التمكين من خلال التكامل (ETI)"، من خلال منحة مبادرة كلينتون العالمية، عندما كانت طالبة جامعية. وبعد أكثر من عقد من الزمن، لا تزال مؤسسة التدريب والبرامج التي صمّمتها منقارة نشطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث توفّر تنمية المهارات الاجتماعية والحياتية للاجئين وغيرهم من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
أسّست في العام 2009 جمعية 501 c3، وهي جمعية لا تبغى الربح وتلتزم بتطوير مجتمع شامل من خلال تحويل وصمة العار الاجتماعية ضد الإعاقة في جميع أنحاء العالم، وتمكين الشباب المكفوفين ليكونوا مؤلّفي مستقبلهم وصنّاع التغيير في مجتمعهم.
أشرفت منقارة في هذه المنظمة على جميع الموظفين والمتطوّعين البالغ عددهم 125، إضافة إلى البرامج وتطوير المناهج الدراسية والتمويل والتسويق والعمليات.
في العامين 2014 و2015، عيّنت منقارة أستاذة مساعدة في جامعة هارفرد، كمساعدة للأستاذ الجامعي رونالد هيفتز، حيث كانت تسعى إلى تسهيل وتخطيط الدورات التي ينظّمها، منها "ممارسة القيادة التكيفية". وسهّلت مناقشات المجموعة الكبيرة، وقدّمت تدريباً فردياً أسبوعياً لـ16 طالباً، بحسب ما جاء على صفحتها الخاصة على موقع "لينكد إن".
وصلت سارة منقارة إلى مركز المتحدثين المميّزين في برنامج المتحدثين الأميركيين التابع لوزارة الخارجية، وقد قدّمت عدّة مرات في الأمم المتحدة خطابات حول قضايا دمج الإعاقة والدعوة، وهي جزء من برنامج التعليم التنفيذي في كلية هارفارد كينيدي، ومستشارة للعديد من المجموعات الأكاديمية والحكومية التي تُعنى بإدماج الإعاقة والقيادة التكيفية وريادة الأعمال الاجتماعية.
تمّ تكريمها لمساهماتها العديدة لدعم حقوق المعوقين، بما في ذلك حصولها على منحة مبادرة كلينتون العالمية، وتحدّي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا IDEAS العالمي، وبرنامج Vital Voices.
حصلت منقارة من جامعة هارفارد، كلية جون ف. كينيدي للحكومة، على ماجستير في السياسة العامة، كما حصلت سابقاً من كلية ويلسلي، على شهادة في الرياضيات والاقتصاد.
تقيم حالياً في هنغهام، ماساتشوستس، وفي أوقات فراغها تسعى إلى خوض العديد من المغامرات التي تصنّف بالخطرة، منها زيارتها بركانا في نيكاراغوا والتنزّه هناك، وركوب الدراجة عبر غابات بالي، والغطس مع أسماك القرش في منطقة بِليز.