"من صحنك لصحن غيرك" في مخيم نهر البارد

13 مايو 2019
تجهيز الأطباق (العربي الجديد)
+ الخط -
في شهر رمضان تمتلئ موائد الإفطار بأنواع مختلفة من المأكولات، لكنّ كثيراً من الناس يجدون بالكاد ما يأكلون. هذا بالذات ما دفع مجموعة من الشباب، في منظمة الشبيبة الفلسطينية في مخيم نهر البارد للّاجئين الفلسطينيين، في طرابلس شمالي لبنان، إلى إطلاق مبادرة لتوفير وجبة طعام لعائلات محتاجة بعنوان "من صحنك لصحن غيرك".

تقول المنسقة الإعلامية في منظمة الشبيبة شذى عبد العال لـ"العربي الجديد": "لأنّنا نتلمس حاجات الناس، وندرك الوضع المعيشي الصعب في المخيمات، عمدنا إلى إطلاق فكرة: من صحنك لصحن غيرك، في شهر رمضان. الفكرة تتمحور حول الطبق اليومي الذي يعدّه الناس للإفطار مهما كان نوعه، فمن الطعام الذي يعدونه يستطيعون أن يقدموا صحناً لأناس محتاجين له، ولا يعرف من يقدمون الصحن إلى أيّ بيت سيصل ومن سيأكله".




تضيف: "سبقنا مبادرتنا هذه بإجراء إحصائية عن الأسر المحتاجة في المخيم، التي لا تملك قوت يومها، كما جلنا على البيوت التي صنفناها قادرة على تقديم صحن يومي، وطرحنا المبادرة على أصحابها، وطلبنا ممن يرغب في المساهمة بالصحن اليومي للمحتاجين في شهر رمضان، أن يدوّن اسمه في قائمة أعددناها، وبالفعل سجل البعض أسماءهم من أجل التبرع بالطعام".

عن عمل المنظمة ومبادرتها هذه، تقول عبد العال: "نحن في فرع المنظمة في مخيم نهر البارد، عشرون شخصاً، جميعنا متطوعون في خدمة الناس، سواء في هذه المبادرة أو في مبادرات سابقة. فكرة هذه المبادرة جديدة في كيفية تطبيقها، فالمتبرعون ليسوا مؤسسات، أو جمعيات، بل من أهل المخيم أنفسهم، الذين يساهمون بقدر استطاعتهم. في كلّ عام ننفذ فكرة معينة في شهر رمضان، وعيد الفطر، فكنا أحياناً نجلب الملابس لنقدمها للناس بمناسبة العيد، وتحديداً للأطفال، لكنّنا هذه المرة طرحنا فكرة الإفطار، فالغذاء هو الأولوية. إطار المبادرة صغير جداً، لأننا لا نملك إمكانات مادّية تساعدنا في ذلك، فالإمكانات هي من صحون الناس المتبرعين من أهل المخيم". تضيف: "بعد جولتنا على البيوت في المخيم، وتسجيل العديد من الأهالي أسماءهم في سجلّ المتبرعين، أعلنّا مبادرتنا عبر صفحتنا على موقع فيس بوك، وعلى صفحات وحسابات الأصدقاء، كما أخبرنا أصدقاءنا، وهم أخبروا معارفهم". تضيف أنّ هذا التفاعل الكبير أدى إلى مشاركة شباب من المخيم في المبادرة، التي حملت إلى جانب اسمها شعاري "لنتشارك الطعام يا أولاد البلد"، و"فكر بغيرك".



وعن المشاركين في المبادرة، تقول عبد العال: "غالبية الأشخاص المتبرعين والمستفيدين هم من مخيم نهر البارد، وكنا ننوي أن نقوم بهذه المبادرة مرة أسبوعياً فقط، لكن عندما وجدنا إقبالاً كبيراً من المتبرعين، نحاول قدر المستطاع أن نقدم وجبات الإفطار يومياً، وخصوصاً مع حاجة كثيرين إلى هذا الصحن اليومي". وحول نوعية المأكولات، تضيف: "العديد من الناس يشاركون في تقديم الطعام، وجميع المأكولات التي تصل إلى مركز المبادرة جيدة، فهي تحضر طازجة عقب انتهاء ربات المنازل من الطبخ مباشرة. ونحن بدورنا نعمل على توضيب الطعام في علب خاصة، ثم نوزعها بحسب قائمتنا".

تشير عبد العال إلى أنّ المبادرة تمكنت من تجاوز الخوف حول قدرتها على تأمين الصحن اليومي للمحتاجين، وهكذا بات القائمون عليها واثقين من أنّهم قادرون على المتابعة يومياً حتى نهاية شهر رمضان: "اتضح أنّ العديد من الناس يحبون أعمال الخير، والتبرع بالطعام للمحتاجين، وبهذه الطريقة نستطيع متابعة مبادرتنا حتى نهاية رمضان الحالي".

ويشدد كثير من المشاركين على أنّ فكرة المبادرة هذه تؤكد أنّ من يريد القيام بعمل ما لمساعدة الناس، لن ينتظر تمويلاً من أيّ جهة، بل يستطيع بنفسه وبأقل الجهود أن يساعد المحتاجين.




وتنشر صفحة المنظمة، فرع مخيم نهر البارد، أخبار مبادرتها الرمضانية يومياً على صفحتها على موقع "فيسبوك"، بالإضافة إلى صور المأكولات المتنوعة الموضبة، قبل إرسالها إلى المحتاجين. كذلك، شكرت المبادرة في أحد المنشورات، أشبال وقيادة كشافة بيت المقدس، على تطوّعهم في توزيع الطعام.
المساهمون