كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن هوية ضابط الشرطة المتهم بتعذيب عدد من نزلاء سجن برج العرب في محافظة الإسكندرية، ووصفته بـ"ظابط برتبة بلطجي"، واتهمته بقتل السجين الجنائي محمد صبحي محمد فهمي، وشهرته "البراد"، داخل زنزانة التأديب في سجن برج العرب الاحتياطي، نتيجة التعدي عليه وتعذيبه حتى الموت.
وكذّبت الشبكة تصريحات اللواء طارق مرزوق، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، عن نظرته لواقع الحال في السجون أثناء زيارة وفد من المنظمات الحقوقية لسجن برج العرب بالاسكندرية خلال الفترة الماضية، والتي قال فيها "نواجه حملة تشويه متعمد لرسم صورة مغايرة عن السجون. وما يتردد في الخارج بشأن الآلية التي يدار بها قطاع السجون محض كذب وافتراء".
وقالت الشبكة إن الانتهاكات التي تجري للسجناء الجنائيين والسياسيين على حد سواء، في سجن برج العرب، صادمة، نظراً لحجم وفداحة تلك الانتهاكات، والتي يشرف عليها ضباط السجن من دون أي محاسبة.
وأكدت الشبكة أن جريمة التعذيب البشعة التي أفضت إلى مقتل السجين محمد صبحي، والتي وثّقتها الشبكة المصرية خلال الأيام الماضية، تؤكد الانتهاكات المتواترة ومشاهد الرعب التي يرويها أهالي المساجين في سجن برج العرب.
ووثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، قبل أيام، وفاة النزيل محمد صبحي محمد فهمي محمد، داخل زنزانة التأديب بسجن برج العرب الاحتياطي، نتيجة التعدي عليه وتعذيبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ليتم نقله بعدها جثة هامدة إلى مشرحة كوم الدكة في الإسكندرية، من دون إعلان أسرته بوفاته، كما تقضي اللائحة الداخلية للسجون ومواد الدستور والقانون.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الشبكة المصرية، فإن مشادة حدثت بين محمد ومسيّر العنبر النزيل الجنائي أبو العينين، تقرر على إثرها إرسال محمد إلى غرفة التأديب، وهناك تعدّى أحد ضباط المباحث وبمعاونة مسيّر العنبر أبو العينين عليه بالضرب والسبّ والإهانة، وقاموا بتصفية عينيه وشنقه بواسطة بنطاله الذي كان يرتديه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وقالت الشبكة إن الجرائم التي أدت إلى حالة من الغضب العارم لدى أهالي السجناء في السجن، وتسببت في مخاوف شديدة على سلامة وحياة ذويهم داخل السجن، جاءت بأوامر مباشرة من الضابط سيئ السمعة، كريم الأنور، معاون مباحث السجن، والذي يحظى بسجلّ حافل بالانتهاكات، التي امتدت لسنوات من دون ردع أو عقاب.
ومن أبرز الجرائم التي كان ضالعا فيها، تعذيب السجين محسن أحمد سليمان محمد، من أبناء بورسعيد، وسلخ جلده بالماء الساخن، وإحداث حروق في مختلف جسده، إضافة إلى عدد آخر من السجناء، حسب معلومات الشبكة.
وتساءلت الشبكة المصرية "إلى متى سيظل أمثال هؤلاء الضباط في التسلط على رقاب المواطنين؟ ومن المسؤول عن إطلاق أيديهم بهذا الشكل وتوفير الحماية لهم؟"، وأكدت الشبكة أهمية تضافر الجهود لمحاسبة هؤلاء في إطار مواد الدستور والقانون، وحماية المواطنين من الانتهاكات المتواصلة على أيديهم.
وأكدت الشبكة أن السنوات الماضية شهدت تعدد وقائع تعذيب النزلاء في السجون المصرية دون تحويل من تورّط في تلك الجرائم إلى القضاء، وفي حال تقديمهم للقضاء يحصلون على أحكام مخففة، أو يتم إخلاء سبيلهم بعفو رئاسي، كما حدث مع أمناء الشرطة المتورطين في واقعة تعذيب المواطن مجدى مكين، وكذلك أمناء الشرطة بمحافظة الغربية المتهمين بقتل 5 أفراد من أسرة واحدة بينهم أطفال، والذين خرجوا أيضاً بعفو رئاسي.