منظمة حقوقية تحمّل المغرب وإسبانيا مسؤولية مأساة مليلية

20 يوليو 2022
الرباط ومدريد مسؤولتان عن قتلى وجرحى مليلية (فاضل سنة/ فرانس برس)
+ الخط -

ألقت منظمة حقوقية مغربية غير حكومية، اليوم الأربعاء، المسؤولية على الرباط ومدريد في مأساة مليلية التي قُتل خلالها، في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، 27 مهاجراً أفريقياً، وفقاً لبياناتها، وذلك في أثناء محاولتهم عبور السياج الحدودي شمالي المغرب.

وقال عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عمر ناجي، في مؤتمر صحافي بالعاصمة المغربية الرباط، إنّ "فاجعة" 24 يونيو التي أودت بحياة 27 مهاجراً "تثبت مرّة أخرى أنّ (فعل) ممارسة المغرب لدور الدركي والحارس للحدود الجنوبية لإسبانيا، بتواطؤ مع السلطات الإسبانية، وبمباركة الاتحاد الأوربي، هو المسؤول الأوّل عن الانتهاكات الفظيعة التي تطاول المهاجرين وطالبي اللجوء".

وكانت السلطات المغربية قد أفادت من جهتها بأنّ 23 مهاجراً غير نظاميين لقوا حتفهم إثر تدافعهم وسقوطهم أثناء محاولة العبور بأعداد كبيرة وتخطّي السياج الفاصل وصولاً إلى مدينة مليلية المحتلة.

وشدّد ناجي، الذي قدّم تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول أسباب المأساة، على أنّ ما حصل "جريمة مشينة نتيجة سياسات الهجرة القاتلة"، مؤكداً أنّ سجلّ الجمعية "يستند إلى مصادر موثوقة".

وجاء في التقرير الذي أعدّه فرع الجمعية في محافظة الناظور، شمال شرقي المغرب، حيث السياج الحدودي مع مدينة مليلية المحتلة، أنّ "قرار انتهاك السلامة البدنية لطالبي اللجوء واستخدام العنف المفرط معهم لدى وصولهم إلى المعبر الحدودي هو بلا شكّ السبب الرئيسي وراء الخسائر الفادحة" في الأرواح.

وانتقدت الجمعية، وهي المنظمة المستقلة الرئيسية للدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب، "الاستخدام المكثّف للغاز المسيل للدموع" عندما حاول المهاجرون، معظمهم من السودانيين، دخول نقطة حدودية ضيقة ومغلقة أو تسلّق السياج المعدني الذي تعلوه أسلاك شائكة.

وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهو الهيئة المغربية الرسمية المسؤولة عن التحقيق في المأساة، قد خلص في تقرير أوّلي إلى أنّ المهاجرين لاقوا حتفهم بسبب "الاختناق الميكانيكي"، لا سيّما عندما دخلوا المعبر الحدودي الضيّق المعدّ لعبور شخص واحد في كلّ مرّة. ونفى المجلس مسؤولية قوات الأمن المغربية، محمّلاً المسؤولية للسلطات الإسبانية التي أبقت البوابة الحدودية مغلقة.

وتُعَدّ هذه المأساة من الأسواً، إذ سُجّلت فيها أفدح خسارة في الأرواح خلال المحاولات العديدة التي قام بها مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء لدخول مدينتَي مليلية وسبتة المحتلتَين، واللتَين تشكّلان الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية.

(فرانس برس)

المساهمون