منظمات حقوقية مصرية تطالب بإطلاق سراح الناشط السياسي أحمد دومة

04 ديسمبر 2021
دخل دومة عامه الثامن من الاعتقال التعسفي (محمد الراعي/فرانس برس)
+ الخط -

طالبت عشر منظمات حقوقية مصرية بإطلاق سراح الناشط السياسي وأحد رموز ثورة يناير/كانون الثاني 2011، أحمد دومة، بعد دخوله، أمس الجمعة، عامه الثامن من الاعتقال التعسفي على خلفية نشاطه السياسي وسعيه الحثيث للحرية والديمقراطية.

وقالت المنظمات في بيان مشترك: "بعد أن استنفد دومة وفريق الدفاع عنه جميع سبل الانتصاف، وبعد أن أمضى أكثر من ثماني سنوات خلف القضبان محروماً من حقه في العلاج والتعليم ومن المعاملة الإنسانية، نطالب بالإفراج الفوري عن الكاتب والناشط أحمد دومة".

ساهم دومة في عدد من أهم الحركات الاحتجاجية في مصر، مثل "حركة كفاية" التي كان لها دور محوري في إشعال ثورة يناير، كما أنّ دومة هو أحد مؤسسي "ائتلاف شباب الثورة"، وهو قاص وشاعر.

ألقي القبض على دومة، في ديسمبر/كانون الأول 2013، على خلفية وجوده في محيط محكمة عابدين أثناء تظاهرة مناهضة لقانون التظاهر. وصدر ضدّه، ومعه أحمد ماهر ومحمد عادل، حكم بالسجن ثلاث سنوات، والخضوع لمراقبة الشرطة ثلاث سنوات أخرى. قبل انقضاء مدّة الحكم، تمّ فتح قضية مجلس الوزراء لإحباط خروجه من السجن. وحُكم عليه فيها بالسجن المؤبد والغرامة 17 مليون جنيه، في محاكمة عُرفت بانعدام الحيادية على يد القاضي، الشهير بعدائه لأحمد دومة وثورة يناير، محمد ناجي شحاتة.

طعن محامي دومة في الحكم الصادر من محكمة الجنايات، وتجرت إعادة المحاكمة أمام دائرة جديدة قضت بسجنه 15 عاماً وتغريمه 6 ملايين جنيه، وبذلك يكون فريق دفاع أحمد دومة قد استنفذ جميع سبل التقاضي المحلية.

تعرّض دومة وفريق الدفاع عنه خلال جميع مراحل محاكمته لتجاوزات وانتهاكات بالغة، طاولت مبدأ العدالة الجنائية. و"كانت المحاكمة غير عادلة وتفتقر إلى مبدأ الحياد، وهو ما أكدّته الخطبة السياسية التي ألقاها القاضي محمد شيرين فهمي قبل النطق بالحكم، والتي فاضت بالعداء لثورة يناير ومن شارك فيها"، حسب البيان.

وقالت المنظمات: "لا يزال أحمد دومة محتجزاً تعسفياً بسجن طرة سيئ السمعة، في ظلّ أوضاع غير إنسانية في زنزانة صغيرة تفتقر إلى التهوية الجيدة، وتمّ منعه لأشهر من التريّض خارج الزنزانة ومن النوم على سرير. وعلاوة على ذلك، مُنِع دومة من استقبال أي زيارات من أسرته مدة ستة أشهر، بسبب القيود المفروضة على خلفية انتشار فيروس كورونا. ومنذ استئناف زيارات السجن، يُسمح بأن يزوره فرد واحد فقط من أسرته مدة 20 دقيقة شهرياً. وخلال فترة سجنه المطوّلة، تعرّضت حياة دومة للخطر بعد استهدافه من قبل الجماعات المتطرّفة داخل السجن وفشل إدارة السجن في التدخل لحمايته".

تدهورت الحالة الصحية لأحمد دومة بشكل مطرد منذ حبسه قبل ثماني سنوات، وذلك نتيجة لوضعه في زنزانة انفرادية أكثر من ست سنوات، من ديسمبر/كانون الأول 2013 إلى فبراير/شباط 2020. فضلاً عن فقر الرعاية الصحية في السجون المصرية بشكل عام، وقد أدّت كل تلك الظروف إلى انتكاسات عديدة في وضعه الصحي، فهو الآن مصاب بتآكل في مفصلي الركبة، والتهاب مزمن بالأعصاب، وانزلاق والتواء بفقرات الظهر والرقبة، واكتئاب ونوبات قلق حادة، وخشونة في مفصل الكتف، ونوبات صداع نصفي حادة، واضطراب في النبض واضطراب في ضغط الدم وغير ذلك من المشاكل الصحية، حسب ما أكّدته المنظمات الموقّعة على البيان.

كما تمّت مصادرة ديوان "كيرلي"، الذي كتبه دومة خلال تجربة السجن الانفرادي، من معرض الكتاب من قبل الأجهزة الأمنية، ومنعت طبعه وتوزيعه.

والمنظمات الحقوقية الموقّعة على البيان؛ هي: الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، كوميتي فور جستس، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مبادرة حرية، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، المفوضية المصرية للحقوق والحريات، مؤسسة بلادي جزيرة الإنسانية، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير "أفتي".

المساهمون