اللاجئون الأفغان الفارون من باكستان يفتقرون للمأوى والغذاء والدفء

05 نوفمبر 2023
لاجئون في مخيم بالقرب من حدود تورخام الباكستانية الأفغانية (إبراهيم نوروزي/ أسوشييتد برس)
+ الخط -

قالت وكالات إغاثة، اليوم الأحد، إن الأفغان الفارين من باكستان لتجنب الاعتقال والترحيل ينامون في العراء، من دون مأوى مناسب وطعام ومياه شرب ومراحيض بمجرد عبورهم الحدود إلى وطنهم.

وغادر مئات الآلاف من الأفغان باكستان في الأسابيع الأخيرة، حيث تلاحق السلطات الأجانب الذين تقول إنهم موجودون في البلاد بشكل غير قانوني، وتتنقل السلطات من منزل إلى منزل للتحقق من وثائق المهاجرين، إذ حددت باكستان 31 أكتوبر/تشرين أول موعد نهائي لمغادرة البلاد وإلا سيتم اعتقال اللاجئين الأفغان كجزء من حملة جديدة ضد اللاجئين.

ويغادر الأفغان باكستان من معبرين حدوديين رئيسيين، تورخام وشامان، بينما أنشأت حركة طالبان مخيمات على الجانب الآخر ليقيم فيها الناس أثناء انتظار نقلهم إلى مناطقهم الأصلية في أفغانستان.

من جانبها، رصدت وكالات الإغاثة الأوضاع في تورخام، حيث لا يتوفر مأوى مناسب، في ظل محدودية الوصول إلى مياه الشرب، كما تفتقر المنطقة لمصدر للتدفئة غير المدافئ المكشوفة، ولا توجد إضاءة ولا مراحيض، مشيرة إلى أن الناس يتغوطون في العراء، والنظافة الصحية منعدمة.

تعمل وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة على إقامة منشآت بينما يدخل آلاف الأشخاص إلى أفغانستان يوميا

وتعمل وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة على إقامة منشآت، بينما يدخل آلاف الأشخاص إلى أفغانستان يوميا.

كيال محمد قضى في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان 17 عامًا. لديه خمسة أطفال، وتم ترحيله إلى الحدود الأفغانية منذ أسبوع تقريبًا. يقول إنه لم يُسمح له بأخذ أي متعلقات منزلية معه. كل ما يملكه هو وعائلته بقي في باكستان.

تبكي ابنته حواء البالغة من العمر سبع سنوات لأنها تشعر بالبرد، بينما تشرب الشاي على الإفطار من زجاجة بلاستيكية مقطعة وتنام بدون بطانية.

الصورة
لاجئون أفغان عائدون من باكستان (إبرايهم نوروزي/أسوشييتدبرس)
تفتقر المنطقة لمصدر للتدفئة غير المدافئ المكشوفة (إبرايهم نوروزي/أسوشييتدبرس)

حث والدها المجتمع الدولي على المساعدة، قائلا: "لا يمكننا أن نطلب من حكومة طالبان.. ليس لديهم أي شيء لأنه لم يتم الاعتراف بهم بعد كحكومة، هناك عائلات ليس لديها شيء هنا، لا أرض ولا منزل، إنهم يعيشون فقط تحت السماء المفتوحة، لا أحد يساعد".

تقول ثاميندري دا سيلفا، من منظمة الإغاثة والتنمية "وورلد فيجن إنترناشونال العالمية"، إن معظم الأشخاص يتم نقلهم إلى مجرى نهر جاف بمجرد اجتيازهم مرحلة التسجيل الأولي والمعالجة في مركز العبور، مضيفة أن الناس يدخلون أفغانستان بالملابس التي يرتدونها فقط، لأن ساعاتهم ومجوهراتهم وأموالهم تم الاستيلاء عليها على الحدود الباكستانية.

ويوضح أرشد مالك، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة، إن العديد من العائدين يعودون بدون وثائق تعليمية، مما يجعل من الصعب عليهم مواصلة تعليمهم، فضلاً عن افتقارهم إلى اللغتين الأفغانيتين المحليتين، الداري والباشتو، لأنهما درسا الأردية والإنكليزية في باكستان.

الصورة
لاجئون أفغان عائدون من باكستان (إبرايهم نوروزي/أسوشييتدبرس)
ترك غالبية الأفغان العائدين مقتنياتهم في باكستان (إبرايهم نوروزي/أسوشييتدبرس)

وحذر من أن عمالة الأطفال في أفغانستان، وكذلك تورطهم في التهريب، من المرجح أن تزداد بسبب الفقر، لأن معظم الأسر العائدة كانت من بين أفقر المهاجرين في باكستان.

وقال مالك: "كان التهريب في تورخام من قبل الأطفال أحد المخاوف في الماضي، وبالتالي فإن تورط الأطفال في التهريب ونقل البضائع غير القانونية سيزداد".

من جانبها، تقول حركة طالبان إن لديها لجاناً تعمل "على مدار الساعة" لمساعدة الأفغان من خلال توزيع الطعام والمياه والبطانيات.

وانتقد البابا فرنسيس في تصريحات عامة، اليوم الأحد، في الفاتيكان وضع "اللاجئين الأفغان الذين وجدوا ملجأ في باكستان ولكنهم الآن لا يعرفون إلى أين يذهبون".

يذكر أن أفغانستان غارقة في التحديات، حيث أدت سنوات الجفاف والاقتصاد المحاصر وآثار عقود من الحرب إلى النزوح الداخلي لملايين الأفغان، بينما تتزايد المخاوف بين المجتمع الإنساني بشأن عدم قدرة الدولة الفقيرة على دعم أو دمج أولئك الذين أجبروا حاليًا على مغادرة باكستان.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)