كشف فريق "منسقو استجابة سوريا"، اليوم الثلاثاء، عن الإحصائية النهائية للأضرار التي خلفها زلزال السادس من فبراير/ شباط الماضي، في مناطق سيطرة المعارضة، شمال غرب سورية.
وقال الفريق، في بيان نشره عبر حسابه على "فيسبوك"، إن 4256 مدنياً قضوا وأصيب 11774 آخرين من جراء الزلزال، فيما لا يزال 67 شخصاً في عداد المفقودين.
وأضاف أن أكثر من 255 شخصاً من العاملين في المؤسسات الإنسانية قضوا في الزلزال، في حين تضرر نحو 334 ألفاً و821 عائلة، بعدد أفراد تجاوز مليوناً و843 ألفاً و911.
وذكر الفريق أن عدد النازحين من جراء الزلزال وصل إلى 48 ألفاً و122، يشكّل الأطفال والنساء والحالات الخاصة 67 في المائة من إجمالي عددهم، فيما بلغ عدد الوافدين من تركيا 62 ألفاً و718، 90 في المائة منهم لديه أقارب أو يعيش ضمن المخيمات.
الخسائر المادية والاقتصادية
وبحسب التقرير، فإن إجمالي عدد الوحدات السكنية والمنشآت المتضررة – ما بين أضرار جسيمة ومتوسطة وجزئية – نحو 47 ألفاً، بينهم 2171 مبنى هُدم مباشرة.
وبين أن الأضرار ضمن المنشآت التعليمية أصاب 433 مدرسة مختلف الفئات أضرار جزئية وتهدم جزئي وأضرار متوسطة.
كما سجل أضراراً ضمن 73 من منشآت القطاع الصحي تراوحت بين أضرار جزئية ومتوسطة، بالإضافة إلى تسجيل أضرار ضمن 136 مخيم ووحدة سكنية، بحسب التقرير.
بينما تراوحت الأضرار بين الخفيف والمتوسط، و83 دار عبادة، كما تم تسجيل أضرار ضمن 13 خزان مياه، وأضرار في 94 منشأة أخرى.
وأشار الفريق إلى أن عدد المباني المهدمة أثناء الزلزال بشكل فوري بلغت 2,171، منوهاً إلى أن عدد المباني غير الآمنة للعودة وغير القابلة للتدعيم بلغت 5,344 مبنى تراوحت بين أضرار جسيمة، ومباني مطلوب هدمها بشكل عاجل، بالإضافة إلى أن عدد المباني التي تحتاج إلى تدعيم لتصبح آمنة للعودة بلغ تعدادها 14,844 مبنى تم تصنيفها على أنها أضرار متوسطة.
وبين أن عدد المباني الآمنة وتحتاج إلى صيانة بلغ تعدادها 23,738 مبنى (أضرار خفيفة)، كما أن عدد المباني الآيلة للسقوط التي تم هدمها بعد الزلزال بلغ تعدادها 214 مبنى.
ولفت "منسقو الاستجابة"، إلى أن الخسائر الاقتصادية التي وثقت بلغت 1.95 مليار دولار أميركي وتشمل القطاع العام، القطاع الخاص، ومنشآت أخرى، موضحاً أن أكثر من 13,643 عائلة فقدت مصادر دخلها نتيجة الزلزال الأخير الذي تعرضت له المنطقة.
من جهة ثانية، لفت التقرير إلى أن عدد الشاحنات والقوافل الإنسانية الواردة عبر المعابر الحدودية منذ حدوث الزلزال في المنطقة بلغ 3452 شاحنة، تشكل المساعدات الأممية منها 36.04 في المائة أي ما يعادل 1244 شاحنة فقط، منوهاً إلى أن نسبة الاستجابة الإنسانية منذ حادثة الزلزال بلغت 39.78% لكافة القطاعات الإنسانية، ونسبة الاستجابة الإنسانية للمتضررين من الزلزال بلغت 24.56 في المائة.
من جهته، قال سامر العبود، وهو من أهالي مدينة حارم بريف إدلب الشمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "البيت الذي كان يقيم فيه تضرر بشكل كبير، حيث انهارت جدرانه كما تشققت أعمدته. الدفاع المدني أكد لي أن البيت لم يعد قابلاً للترميم، وكل ما يمكنني فعله في الوقت الحالي هو البقاء في الخيمة بالقرب منه".
وأضاف العبود: "في الوقت الحالي أنتظر انقضاء شهر رمضان وفترة العيد، قد ألجأ لبناء غرفتين بعد إزالة الأنقاض لتكونا مأوى لي ولعائلتي".
ويلفت إلى أنه "قد جبر على استدانة المال اللازم لذلك، الحياة صعبة في الخيمة، والمعيشة فيها أيضاً ليست بالأمر السهل"، معرباً عن أمله أن "تمد المنظمات الإنسانية لنا يد العون في ذلك، أقله بمساعدتنا على البناء".
دعم عاجل للقطاع الصحي
وبحسب "منسقو الاستجابة"، فإن قطاع الصحة يحتاج إلى تقديم الدعم العاجل بالمستهلكات الطبية واللوازم العامة لكافة المنشآت الطبية والمراكز الصحية، وذلك الدعم متعلق بموقع المنشأة الصحية والكثافة السكانية والحالات التي يتم استقبالها، مشيراً إلى أن نسبة الاستجابة للقطاع بلغت 27.5%.
كما أن قطاع المأوى يحتاج استبدال خيم المأوى الحالية والتي قدمت لمتضرري الزلزال، إضافة إلى الخيام التالفة نتيجة العوامل الجوية المتغيرة حتى الآن وتقدر بعدد 28,733 عائلة، حيث بلغت نسبة الاستجابة للقطاع 28.9%، فيما يحتاج قطاع المواد غير الغذائية إلى تقديم مواد المأوى لـ 30,858 عائلة.
وشهدت مناطق شمال غربي سورية وجنوبي تركيا فجر الإثنين 6 من فبراير الماضي، زلزالين بقوة (7.6 و7.8) على مقياس ريختر، هما الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما تسبّب بحدوث كارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين.