مناهضو القيود الصحية واللقاحات يواصلون احتجاجاتهم في نيوزيلندا وأستراليا وفرنسا

13 فبراير 2022
آلاف من المحتجين لم يبرحوا أماكنهم في أرض المعارض الرئيسية في كانبيرا (Getty)
+ الخط -

لم يتمكّن إعصار دوفي الذي سبّب، الأحد، انقطاعاً في التيّار الكهربائي وانزلاقات للتربة وعمليّات إجلاء في أنحاء نيوزيلندا، من ردع المتظاهرين المناهضين للقاحات كوفيد-19 الذين يُخيّمون خارج البرلمان منذ ستّة أيّام.

وقد رقص مئات منهم في الوحول على أنغام الموسيقى، مستوحين من القوافل الرافضة للقيود الصحّية التي شكّلها سائقو الشاحنات الكنديّون.

وحتّى العرض الذي قدّمه لهم المغنّي البريطاني جيمس بلانت من أجل التفاوض، فشِل في إنهاء المأزق الذي وجدت سلطات ويلينغتون نفسها فيه.

(Getty)

وأقرّ نائب رئيس الوزراء غرانت روبرتسون على التلفزيون، بأنّ لكل مواطن نيوزيلندي الحقّ في الاحتجاج السلمي، لكنّه قال إنّ هؤلاء المتظاهرين "ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا الحقّ بكثير".

وأضاف: "أجد خطاب هذا الاحتجاج مقلقاً جداً... هناك شيء محزن، هناك عنصر من نظريّة المؤامرة ترك الناس أنفسهم ينجرفون فيه".

(Getty)

وعلى غرار سائقي الشاحنات الكنديّين الذين تسبّبوا في شلّ العاصمة أوتاوا، يُعارض المتظاهرون النيوزيلنديّون الإجراءات الصارمة لمكافحة كوفيد-19 التي فرضتها الحكومة، ويطالبون بإنهاء التطعيم المطلوب للأشخاص العاملين في قطاعات معيّنة، مثل الصحّة.

ويبدو أنّ عزيمتهم زادت بعد تدخّل الشرطة الخميس واعتقال 122 شخصاً.

(Getty)

منذ ذلك الحين، لم تعد الشرطة تلجأ إلى الاعتقالات، وحاولت السلطات ثني المحتجّين باستخدام خراطيم المياه. ولكن حتّى قبل وصول إعصار دوفي، استحالت المساحات المحيطة بالبرلمان مستنقعاً شاسعاً.

 

مهلة للمحتجين في أستراليا

من جهتها، أمهلت الشرطة الأسترالية آلاف المحتجين حتى نهاية اليوم الأحد، لمغادرة المناطق التي يحتلونها في العاصمة كانبيرا، وذلك مع تواصل الاحتجاجات المستمرة منذ أيام على إلزامية التطعيم ضد كوفيد-19.

وقال متحدث باسم شرطة منطقة العاصمة الأسترالية لـ"رويترز" إن عدة آلاف من المحتجين لم يبرحوا أماكنهم في أرض المعارض الرئيسية في كانبيرا، بينما تجمّع أقل من 100 متظاهر بالقرب من مبنى البرلمان الاتحادي.

(Getty)

ولم يُعتقَل أحد في كانبيرا اليوم حتى الآن، بعد اعتقال ثلاثة أمس السبت.

وقال المتحدث باسم الشرطة: "يجب أن يغادروا اليوم". وامتنع عن الإفصاح عن الإجراء الذي ستتخذه السلطات إذا رفض المتظاهرون الامتثال للمطالب.

(Getty)

وسجلت أستراليا 22750 إصابة جديدة بكوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما تضاعف تقريباً عدد الحالات الجديدة في نيوزيلندا ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 810 حالات.

أزمة في كندا

واحتلّ المحتجون الرافضون للقيود الصارمة التي تفرضها الحكومة لمجابهة جائحة فيروس كورونا، جسر (أمباسادور بريدج) لليوم الخامس على التوالي، ما أثّر على التجارة الدولية، ودفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الدعوة إلى إنهاء إغلاق الجسر. ولا يوجد مؤشر حتى الآن على موعد استئناف حركة المرور.

ويتوقف المرور على الجسر، وهو أكثر نقاط المرور الحدودية البرية زحاماً في أميركا الشمالية. وتغلق نحو 15 شاحنة وسيارة حركة المرور في الاتجاهين، ما أدى إلى توقف سلسلة الإمداد لمصانع السيارات في مدينة ديترويت الأميركية.

(Getty)

وقالت شرطة وندسور بإقليم أونتاريو على "تويتر": "نحثّ جميع المتظاهرين على التصرف قانونياً وسلمياً". وطلبت من المسافرين تجنب المناطق المتضررة من المظاهرات.

وجاء تحرك الشرطة بعد أكثر من 12 ساعة من دخول أمر قضائي بإنهاء إغلاق الجسر حيّز التنفيذ.

وشوهد رجال الشرطة يتحركون وراء السيارات التي تغلق الجسر. وانخفض عدد المحتجين من نحو 200 كانوا يغلقون الجسر ليل الجمعة.

ودخلت احتجاجات تحت مسمى "قافلة الحرية"، التي بدأها سائقو الشاحنات الكنديون في العاصمة أوتاوا ضد التطعيم الإلزامي أو الحجر الصحي للسائقين عبر الحدود، يومها السادس عشر يوم السبت، وتحولت إلى احتجاج أوسع نطاقاً على القيود مع انضمام الناس إليها بشاحنات ومركبات أصغر.

(Getty)

وقالت شرطة أوتاوا إنها تنتظر تعزيزات لإنهاء "هذا الاحتلال غير المشروع".

وأعلن رئيس وزراء أونتاريو حالة الطوارئ اعتباراً من منتصف ليل الجمعة، لكن المتظاهرين "أظهروا سلوكاً عدوانياً تجاه تطبيق القانون"، بحسب الشرطة.

وقالت الشرطة الكندية إن الاحتجاجات موّلها جزئياً أنصار في الولايات المتحدة، وإن أونتاريو جمدت يوم الخميس أموال التبرعات عبر منصة أميركية واحدة هي (جيف سيند جو).

"مواكب الحرية" من باريس نحو بروكسل 

إلى ذلك، غادرت مئات المركبات المشاركة في مواكب ضد شهادة التلقيح منطقة باريس، في وقت مبكر الأحد، متوجّهة إلى بروكسل للتظاهر الإثنين، رغم الحظر الذي فرضته السلطات البلجيكية في هذا الإطار، فيما تبقى باريس تحت مراقبة الشرطة.

وأكد مصدر في الشرطة أن حوالي 450 مركبة غادرت فجراً محيط باريس وبوا دو بولونيه (غرب العاصمة) حيث كانت توقفت، وقد تتوجه مركبات أخرى إلى بروكسل خلال فترة الظهيرة، بناء على تعليمات من منظمي التحرّك الذي أطلق عليه اسم "مواكب الحرية"، على غرار المواكب في كندا التي تشل أوتاوا وألهمت غيرها في عدد من البلدان الأخرى.

وحظرت السلطات البلجيكية أي تظاهرة في بروكسل "بواسطة مركبات آلية"، وأعلنت اتخاذ تدابير "لمنع إقفال منطقة بروكسل العاصمة".

وتوجه آلاف المعارضين لشهادة التلقيح أو للرئيس إيمانويل ماكرون نحو باريس للتظاهر السبت، رغم حظر السلطات الفرنسية التي وضعت حوالى 7500 عنصر من قوات الأمن منذ الجمعة في حالة تعبئة، لمنع إقفال العاصمة.

وأكدت شرطة باريس في تغريدة: "البقاء في حالة جهوزية الأحد".

ولم يقفل المتظاهرون باريس السبت، لكن قوات الأمن استدعت 97 شخصاً وأصدرت إنذارات شفهية بحق 513، بحسب حصيلة رسمية. وتدخلت خلال ليل السبت/الأحد في جادة الشانزليزيه وفي بوا دو بولونيه لتفريق آخر المشاركين، بحسب ما أكدت الشرطة.

وفي وقت مبكر بعد ظهر السبت، كانت أكثر من مائة مركبة قد وصلت إلى جادة الشانزليزيه، لكن قوات الأمن فرقتها تدريجاً بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

ويجمع التحرك في فرنسا معارضين لشهادة التلقيح التي تسمح لمن تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا بدخول عدد كبير من الأماكن العامة، مثل المطاعم ودور السينما وغيرها. كذلك، يضم متظاهرين يرفعون مطالب اجتماعية تتعلق بالقدرة الشرائية وكلفة الطاقة، في مشهد مشابه للتحرك الشعبي الاحتجاجي الكبير لـ"السترات الصفراء" الذي هز فرنسا لأشهر منذ خريف 2018.

وبين من تم استدعاؤهم السبت أحد وجوه "السترات الصفراء" جيروم رودريغيز بتهمة تنظيم تظاهرة محظورة. وكان لا يزال موقوفاً صباح الأحد بالإضافة إلى 80 شخصاً آخرين، بحسب الشرطة.

وطالبت شرطة باريس، الأحد، بتحقيق إداري داخلي، بعدما انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر شرطياً موجّهاً سلاحه، السبت، إلى سائق سيارة في بلاس دو ليتوال في باريس.

وانتشر فيديو آخر على الشبكات الاجتماعية يظهر عنصراً من قوات الأمن يضرب بقوة رجلاً على رأسه بالهراوة في جادة الشانزليزيه، لكن الشرطة أكدت أن التحقيق الإداري لن يشمل هذه الأحداث.

(فرانس برس، رويترز)