ناشد المجلس المحلي في مدينة كفرتخاريم بمحافظة إدلب شمال غربي سورية، المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، توفير الدعم للمستشفى الوحيد في المدينة، وهو "مستشفى الشهيد وسيم حسينو"، قبل توقفه عن العمل، محذراً من كارثة إنسانية في حال توقف خدمات المستشفى.
وقال رئيس المجلس المحلي في كفرتخاريم، عماد عويد، لـ"العربي الجديد"، إنّ توقف الدعم سوف يخلف كارثة لا تحمد عقباها، مؤكداً أنّ "المجلس المحلي ليس لديه القدرة على تغطية تكاليف عمل المستشفى من أدوية ومستلزمات طبية، أو حتى أجور الأطباء والكوادر العاملين فيه"، موضحاً أنّ "المستشفى يقدم خدمات طبية لنحو 60 ألف شخص في مدينة كفرتخاريم ومحيطها".
بدوره، بيّن مدير "مستشفى الشهيد وسيم حسينو" في كفرتخاريم، حسن جبس، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المستشفى يقدم خدمات لنحو 5 آلاف مريض شهرياً، ويوجد فيه العديد من الأقسام، ويضم عيادات الداخلية، والبولية، والأذن، والأسنان، والجراحة العامة، والعظام، وقسم العمليات، ويجري عمليات جراحية متعددة، وفي الوقت الحالي تجري محاولات لتأمين الدعم، لكن هناك مشاكل في هذا الخصوص".
وأكد بيان للمجلس المحلي، صدر السبت، أنّ عشرات العوائل ستكون مجبرة على قطع مسافات بعيدة لتلقي العلاج، ودعا الجهات الداعمة إلى التحرّك الفوري لدعم المستشفى الذي يقدم خدماته لسكان المنطقة وآلاف المهجرين، مطالباً "الرابطة الطبية للمغتربين السوريين" (سيما)، والتي تقدم خدمات طبية للمدينة، بالبحث عن مصادر دعم للمستشفى في أقرب وقت ممكن".
وقبل يومين، أكدت الرابطة الطبية للمغتربين السوريين (سيما)، أنّ مستشفى كفرتخاريم من أهم المستشفيات وأقدمها في منطقة ريف إدلب الغربي، وبدأ العمل فيه عام 2013، وتطور إلى مستشفى جراحي متخصص يقدم خدمات الرعاية الطبية، بالإضافة لخدمات الإسعاف، والمخابر، والأشعة، والعيادات الخارجية.
وذكرت الرابطة أنّ المستشفى كان يجري نحو 200 عملية جراحية شهرياً، أغلبها من الجراحات الكبرى، لكن تراجع عدد العمليات خلال الشهر الماضي إلى نحو 80 فقط بسبب نقص الدعم.
ويبلغ عدد مراجعي المستشفى شهرياً نحو 5000 مريض، لا يوجد لديهم مكان آخر لتلقي العلاج.
وقال محمد وليد، وهو من سكان مدينة كفرتخاريم، لـ"العربي الجديد"، إنّ توقف الدعم عن المستشفى يعرض السكان للخطر، ويضطرهم إلى قطع مسافات طويلة من أجل الحصول على الخدمات الطبية، كما سيكونون مجبرين على دفع تكاليف إضافية، وكل ذلك سينعكس سلباً على حياة الناس في المدينة.
ومنذ مطلع العام الحالي توقف دعم العديد من المنشآت الطبية في الشمال السوري، وحذر فريق "منسقو استجابة سورية" من عواقب الأمر على السكان، كون هذه المنشآت تقدم خدمات لنحو مليون ونصف المليون شخص في المنطقة.