تداول عراقيون صورا لأشخاص أقاموا ملعبا لكرة الطائرة داخل مجرى نهر دجلة في العاصمة بغداد، في مؤشر على انحسار خطير للمياه، بينما انتقد ناشطون ومثقفون الصمت الحكومي إزاء قطع إيران المياه عن النهر.
ومارس الشباب اللعب في وسط النهر بمنطقة الكريعات، وقال الناشط علي الفتلاوي، إن "ممارسة الكرة الطائرة في وسط نهر دجلة تمثل رسالة للمسؤولين، ولأحزاب السلطة، لتنبيههم إلى حال بلدهم الذي انقطعت عنه المياه".
وأضاف الفتلاوي لـ"العربي الجديد"، أن "المشكلة تكمن في أن الحكومة والجهات المسؤولة تتجاهل ذلك، ولا تخطو أي خطوة باتجاه الدول التي تتحكم بمياه العراق، وتعمل على حل الملف معها. ملف المياه خطير، ولا يمكن أن يعيش بلد زراعي على هذه الحال. لا يمكن أن يستمر الصمت المطبق إزاء إيران. الجهات العراقية المسؤولة لا تحرك ساكنا".
وحاولت وزارة الموارد المائية تبرير الواقعة، قائلة في بيان، السبت، إن "المنطقة (المقام فيها الملعب) تمثل مناطق ترسبات مشخصة من قبل وزارة الموارد المائية، ونعمل سنويا على إزالة الترسبات منها"، من دون أن تنفي أن هناك أزمة مياه.
⭕️نصب ملعب كرة طائرة في وسط نهر دجلة بعد إنخفاض كبير لمستوى المياه في منطقة الگريعات بالعاصمة بغداد pic.twitter.com/K4ycXMmfK4
— Rasha Al Janabi (@JanabiRasha) June 18, 2022
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى مدونون استهجانهم، وقال المدون عمر منصوري: "المرة الجاية راح نسوي حلبة ملاكمة، والدعوة عامة لجميع أبناء الشعب العراقي".
كرة الطائرة صارت تمارس وسط نهر دجلة في #بغداد بعد الانخفاض الكبير بمستوى المياه.
— OMAR MANSURI (@Omar_alMansuri) June 18, 2022
المرة الجاية راح نسوي حلبة ملاكمة..
والدعوة عامة لجميع أبناء الشعب العراقي. pic.twitter.com/c7OUZ3rQsn
والشهر الماضي، تداول ناشطون ومدونون مقطع فيديو لشاب يعبر نهر دجلة ركضا، ما يوضح انحسار منسوب المياه.
وقلص العراق مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، وتم استبعاد محافظات من الخطة بشكل كامل، بسبب موجة جفاف غير مسبوقة نتيجة قطع إيران لمياه روافد نهر دجلة، بالتزامن مع تقليل تركيا من إطلاقات المياه.
ولوحت الحكومة العراقية مرات عدّة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقا لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها لم تبدأ أي خطوة نحو تدويل الملف على الرغم من رفض إيران أي حلول مطروحة.