مر اليوم العالمي للمعلمين حزينا على عشرات آلاف المعلمين اليمنيين الذين دفعت الحرب الكثير منهم إلى صفوف البطالة، فضلا عن توقف رواتب بقية المعلمين منذ 4 سنوات بسبب النزاع المتصاعد منذ مطلع عام 2015.
وتحتفل الأمم المتحدة، في 5 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، باليوم العالمي للمعلمين، والذي يتزامن مع تدشين العام الدراسي الجديد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، في حين تقرر أن تبدأ الدراسة في مناطق سيطرة الحوثيين في منتصف الشهر الجاري.
واستغل المعلمون اليمنيون المناسبة للتذكير بمعاناتهم منذ بدء الحرب، وكشفت نقابة المعلمين، الاثنين، عن مقتل 1579 تربويا خلال الأعوام الستة الأخيرة، فضلا عن إصابة 2642 آخرين، وقالت النقابة، في بيان، أن الضحايا من منتسبيها بينهم 14 قتلوا تحت التعذيب على أيدي جماعة الحوثي، كما أجبرت الحرب أكثر من 20 ألف معلم على ترك منازلهم، وعدم القدرة على الوصول إلى مدارسهم الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين جراء مضايقات تعرضوا لها، واعتقال 621 معلما آخرين.
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك الاتهامات، كما لم يصدر أي رد رسمي من قبل الحوثيين.
وخلافا للقتل والتهجير والاعتقال، انتقل آلاف المعلمين اليمنيين إلى صفوف البطالة، وخصوصا الذين يعملون في صنعاء، وتوقفت رواتبهم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، بسبب الانقسام المالي بين السلطات المتصارعة في صنعاء وعدن.
واستغلت الأمم المتحدة المناسبة لتجديد الدعوة لصرف رواتب المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين، والذين يقدر عددهم بـ160 ألفا، وفقا لبيان مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( يونيسف)، ومنظمة التربية والثقافة والعلوم "يونيسكو".
بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين، يدعو كل من صندوق التعليم لا يمكن أن ينتظر @EduCannotWait والشراكة العالمية من أجل التعليم @GPforEducation واليونسكو @UNESCO واليونيسف @UNICEF إلى استئناف دفع رواتب ما يقرب من نصف المعلّمين اليمنيين والموظفين في المدارسhttps://t.co/rPE3aDZP40
— UNICEF Yemen (@UNICEF_Yemen) October 5, 2020
وذكر البيان أنه مع تعليق دفع الرواتب وتعرض المدارس للهجوم باستمرار، اضطر العديد من المعلمين إلى إيجاد مصادر بديلة للدخل لإعالة أسرهم، لافتا إلى أن ذلك الوضع المزري، فضلا عن الكوارث الطبيعية والأوبئة، أدى إلى تسرب أكثر من مليوني طفل من فصول الدراسة.
وفي السياق، اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا جماعة الحوثي باستقبال العام الدراسي الجديد بتوزيع استمارات فرز سياسي ومذهبي للكادر التعليمي، فضلا عن محاولة خصخصة التعليم الحكومي عبر فرض رسوم توازي رسوم المدارس الخاصة.
واتهم وزير الإعلام بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معمر الأرياني، جماعة الحوثي بإصدار "مناهج محرفة للصفوف الدراسية الأولى بهدف غسل عقول الأطفال، وتزوير التاريخ". وحذر الأرياني، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، من النتائج الكارثية لهذه الممارسات التي تستهدف تجهيل المجتمع، واستلاب إرادته، وإدارته لصالح تكريس ما أسماها بـ"الأجندة الإيرانية التخريبية"، وسياسات نشر الفوضى والعنف في اليمن والمنطقة.
١-مليشيا الحوثي المدعومة من ايران تستقبل العام الدراسي الجديد بمناهج محرفة للصفوف الدراسية الاولى بهدف غسل عقول اطفالنا وتزوير التاريخ، وتوزيع استمارات فرز سياسي ومذهبي للكادر التعليمي، وخصخصة التعليم الحكومي عبر فرض رسوم باهضة توازي المدارس الخاصة دون مراعاة الأوضاع الاقتصادية pic.twitter.com/CCnvcO6meG
— معمر الإرياني (@ERYANIM) October 5, 2020