معلمون يحتجون في ريف دير الزور رفضاً لمناهج "الإدارة الذاتية"

نظّم معلمو "مجمع الفرات التربوي" في بلدتي أبوحمام والكشكية بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية عبّروا فيها عن رفضهم المُطلق للمناهج التدريسية التي أقرتها "الإدارة الذاتية"" في مناطق سيطرتها، إلى جانب مطالب أخرى.

وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إنّ المعلمين عبّروا عن استيائهم من المنهاج الذي فرضته "الإدارة الذاتية" في مناطقهم، وطالبوا خلال وقفتهم الاحتجاجية بزيادة الرواتب وربطها بسعر الدولار، بالإضافة إلى تعيين حراس للمدارس، وصرف رواتب عقود الأمومة.

وأكدت المصادر، أن المعلمين طالبوا أيضاً "هيئة التعليم" بإصدار قرار فوري بوقف توزيع المنهاج الجديد في ديرالزور من أجل عودة التلاميذ لمدارسهم، مُشيرةً إلى أن أغلب الأهالي رفضوا إرسال أبنائهم للمدارس بسبب محاولات "الإدارة الذاتية" فرض مواد من مناهجها على المدارس والتلاميذ، مشدداً على أن المعلمين يهددون بخطوات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

ورفع المعلمون خلال الوقفة الاحتجاجية، لافتات مطالبين من خلالها منظمة "اليونيسف" بالتدخل لمنع "الإدارة الذاتية" من محاولات تغيير المناهج كون المدارس في ديرالزور تعتمد مناهج المنظمة الأممية منذ سنوات.

وأشارت مصادر أخرى، لـ "العربي الجديد"، إلى أن المعلمين في مناطق أبو خشب، والجزرات، وجروان، والخط الشمالي بريف دير الزور الغربي، تعرضوا لتهديدات بالفصل وخصم الرواتب في حال تنفيذهم لأي إضراب أو احتجاج على مناهج "الإدارة الذاتية" أو للمطالبة بزيادة الرواتب.

بدوره، قال "أبو علي"، الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية، في حديث لـ "العربي الجديد"، وهو أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، إن "المنهاج تم رفضه لعدة أسباب؛ أبرزها أنه ركيك وغير مفهوم أبداً، ولا يوجد له مؤلف ولا مصدر"، مؤكداً أن "هناك مواد داخل المنهاج تتنافى مع ديننا الإسلامي ومع عاداتنا وتقاليدنا العشائرية في منطقة دير الزور".

طلاب وشباب

التحديثات الحية

سورية: تلاميذ ومعلمون يحتفلون بعودة مدرستهم إلى الحياة

وأوضح المتحدث أن "المطالب الأخرى للمعلمين والمعلمات هي زيادة الرواتب ومقارنتها بسعر صرف الدولار وليس سعر صرف الليرة السورية، وتعيين حراس للمدارس، كون هذه المؤسسات تتعرض بشكلٍ يومي لعمليات سرقة وتكسير بشكل ممنهج لأبواب ونوافذ ".

وشدد أبو علي أن "المنهاج رفض من قبل الأهالي والمعلمين في منطقتنا منذ طرحه عام 2020 ، وحينها تمت الموافقة على رفضه، وكانت المطالبة بإدخال منهاج اليونيسف عوضاً عنه كونه متقاربا مع منهاج التعليم السوري، لكن منهاج الإدارة الذاتية تم فرضه بشكلٍ إجباري"، مُشيراً إلى أن "الإدارة الذاتية أغلقت مستودع الكتب التابع لليونيسف في محافظة الرقة".

وكانت المناطق ذات الغالبية العربية التي تُسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، قد نفذت خلال الأعوام السابقة عدة إضرابات واحتجاجات في الحسكة ودير الزور والرقة ضد المنهاج التدريسي الذي أقرته "الإدارة الذاتية"، لاسيما أن الإدارة فرضت منذ نشوئها في شمال شرق سورية، مناهجها على مدارس المنطقة الخاضعة لسيطرتها. لكنّ الأمر يواجه برفض من قبل الأهالي والجسم التعليمي.