يضطرّ طلاب الشهادات الإعدادية والثانوية في سورية لقطع مسافات طويلة للوصول إلى المراكز الامتحانية، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" أو التي يسيطر عليها النظام، الأمر الذي يضع الطلاب أمام أزمات ومصاعب عدة منها أزمة التنقل، التي قد تسبب حوادث مأساوية، كان آخرها بريف محافظة حلب شمال سورية، أمس الأحد.
أسفر الحادث عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 39 آخرين على الأقل جلهم من طلاب مرحلة الشهادة الثانوية، جراء انقلاب حافلة نقل (بولمان) على طريق منبج حلب في مناطق سيطرة النظام السوري شمالي البلاد، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وقالت المصادر نفسها إن الحافلة كانت تقلّ طلابا من مناطق سيطرة "قسد" إلى مدينة حلب، بهدف إجراء امتحان الشهادة الثانوية العامة في مدارس مدينة حلب الخاضعة للنظام السوري.
من جانبه، حمّل المدرس عبد الله محسن المحمد النظام مسؤولية الحادث قائلا: "تكبيد طلاب الشهادة الإعدادية، في عمر 14 عاما، معاناة السفر والمرور على الحواجز العسكرية والتدقيق الأمني لتأدية الامتحانات في مراكز المدن الكبرى التابعة للنظام، يطعن في العملية التربوية برمتها".
وأوضح المدرس خالد العبد الله، لـ"العربي الجديد"، أن بعض الأهالي يفضلون مرافقة أبنائهم لتقديم الامتحانات بهدف تقديم الدعم لهم، لكن المأساة التي حدثت كانت سببا في مقتل بعض الطلاب والأهالي أيضا، وهو ما انعكس سلبا على باقي الطلاب.
جاسم العليان من ريف منبج أكد لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي بحالة صدمة مما حدث أمس، قائلا: "الطلاب الذين تمكنوا من الذهاب إلى مدينة حلب والمراكز الامتحانية متخوفون الآن من طريق العودة، كون الطرق سيئة للغاية ولا أحد يهتم لسلامة الطلاب والأهالي على الطرق".
من جانبها، قالت وزارة الداخلية في حكومة النظام مساء أمس في بيان: "أفاد عدد من الركاب بأنه عند وصولهم إلى المنعطف بالقرب من قرية أم عامودا لم يتمكن السائق من السيطرة على البولمان مما أدى إلى تدهوره، وحضرت منظومة الإسعاف والدفاع المدني بحلب، وتم نقل المصابين والوفيات إلى مشفى حلب الجامعي ومشفى الرازي".