معاناة سكان مناطق النظام السوري: شهر من البرد بلا مازوت للتدفئة

25 يناير 2023
لا توجد لدى النظام السوري كميات كافية من مازوت التدفئة (أرشيف/سمير الدوامي/فرانس برس)
+ الخط -

رغم مرور شهر كامل على دخول فصل الشتاء في سورية، إلا أن جل الأسر والعائلات لم تحصل على مخصصاتها من مازوت التدفئة الذي من المفترض أن توزعه حكومة النظام السوري على المواطنين في عموم المحافظات، وهو ما ضاعف معاناة المواطنين في ظل انخفاض درجات الحرارة المترافق مع التدهور الاقتصادي والفقر والبطالة.

وأكدت مصادر مطلعة ومسؤولة عن توزيع المازوت المخصص للتدفئة لـ"العربي الجديد" أن نسبة العائلات التي حصلت على كمية 50 لترا المخصصة لهم من مازوت التدفئة لم تتجاوز 30 بالمائة في جميع المناطق، مضيفة أن النسبة لم تتجاوز 10 بالمائة في بعض المناطق أيضا.

وبحسب المصادر، فإنه "لا توجد لدى النظام كميات كافية من مازوت التدفئة"، واصفة حصة العائلة من المازوت والمقررة بـ 50 لترا فقط بالهزيلة التي لا تكفي سوى لأسبوع واحد.

وعن الآلية التي تجري فيها عملية التوزيع، تقول المصادر إنها غير محددة، ومن تأتيه رسالة الاستلام تأتيه بالصدفة أو عن طريق واسطة، ولذلك يضطر من هو قادر من السكان إلى شراء المازوت الحر من السوق السوداء بسعر مرتفع، حيث يتخطى سعر الليتر الواحد 10 آلاف ليرة سورية.

وذكرت المصادر أن آلية إرسال الرسائل تعود إلى برمجية موقع التسجيل الذي بدأ التسجيل فيه للعام الجديد في سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث إن أشخاصا سجلوا في نفس التوقيت، لكن بعضهم وصلته رسالة الاستلام قبل آخرين، وهناك من سجل لاحقا وأتته الرسالة قبل الذين سجلوا الطلب قبله.

وذكرت المصادر أن التسجيل حاليا ليس للمازوت المدعوم فقط، إنما للمازوت الحر ولبقية أنواع المحروقات، كالغاز والبنزين، سواء مدعومة أم حر، والمازوت الحر يجري التسجيل عليه في محطات الوقود بشكل مباشر، وهي المعنية بتسليمه بالأسعار المحددة من قبل وزارة التجارة الداخلية.

وقالت المصادر إن "هناك عائلات استلمت مخصصات العام الماضي واستلمت مخصصات العام الجديد، وهناك عائلات لم تستلم مخصصات العام الماضي ولم تستلم مخصصات العام الجديد، وهذا غير مفهوم، إذ إن المفترض أن يجري تسليم العائلات الأكثر حاجة، لكن لا توجد آلية واضحة للتوزيع".

وأوضحت أن عملية التوزيع تشترط وجود البطاقة الذكية لدى الأسرة، ودون ذلك لن تحصل على أي مخصصات مدعومة من الحكومة.

وقال مواطن يدعى "مشهور"، من حماة لـ"العربي الجديد"، إن شاحنة الوقود المعروفة بـ"الصهريج" تسير في الأحياء وحولها مئات الأشخاص من أهالي الحي ومسؤولي حزب البعث، وتصل إلى عدد من المنازل، ومن وصلته رسالة التسليم عبر الجوال وكانت لديه بطاقة ذكية تسلمه اللجنة 50 لترا فقط.

وأكد المتحدث أنه لم يستلم مخصصاته العام الماضي، وإلى الآن لم يستلم مخصصات العام الجديد، ولم تأته أي رسالة رغم مضي 4 أشهر على تسجيل طلبه، ومن المفترض أن يجري توزيع المخصصات قبل دخول الشتاء، متسائلا: "ما هي الفائدة من المازوت بعد انتهاء الشتاء؟ هل يقوم بتخزينه من أجل العام المقبل؟"، مؤكدا أنه يشتري الحطب بصعوبة، حيث بلغ سعر الطن منه مليونا وربع مليون ليرة.

مجيد السيد (50 عاما)، مقيم في منطقة يلدا بمدينة دمشق، يعيل أسرة من 8 أشخاص، قال لـ"العربي الجديد": "سجلت من أجل الحصول على مخصصات مازوت منذ الإعلان عن التسجيل وإلى الآن لم تصلني رسالة بوصول دوري، الأمر الذي يضطرني لاستخدام الحطب أحيانا وبعض المخلفات والألبسة البالية في معظم الأحيان، كوني لا أمتلك القدرة على شراء المازوت الحر".

وتعيش مناطق النظام السوري عموما أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، تترافق مع أزمات على مختلف الأصعدة، وخاصة المحروقات والمواد الرئيسية، مثل القمح والطحين والسكر.

وتتغاضى وسائل إعلام النظام السوري دائما عن السبب الحقيقي وراء الأزمات الاقتصادية في البلاد، وهي تجيير النظام كافة موارده لدعم الحرب ضد المعارضة والثورة السورية، إذ إن حرب النظام أدت إلى التضخم وانحدار قيمة الليرة السورية، وفرض الحصار الاقتصادي عليه من الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية.

المساهمون