مظاهر احتفاء واسعة للعراقيين بأعياد رأس السنة في ظل التعافي الأمني

24 ديسمبر 2021
ينتشر أشخاص يرتدون زيّ سانتا كلوز أمام المحال وفي المراكز التجارية(أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

مع التعافي الأمني والاقتصادي الملحوظ هذا العام، بدا العراقيون أكثر إقبالاً على مظاهر الاحتفال. إذ توفّر مناسبة الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، فرصة كبيرة للتجوّل الليلي، خاصة للعائلات، في مدن العراق، بين مظاهر الاحتفال وأشجار وزينة الميلاد وما يتعلق بها من إكسسوارات تضيء الشوارع والمحال التجارية.

الأعياد هي كذلك فرصة للربح لأصحاب محال بيع الهدايا ومختلف المحال التجارية ومراكز التسوّق. إذ إنهم يزيّنون محالهم للمناسبة، فيما ينتشر أشخاص يرتدون زيّ سانتا كلوز المشهور بـ"بابا نويل" في المراكز التجارية وأمام المحال للترحيب بالزبائن.

يأتي ذلك في وقت يستعدّ العراقيون لتجربة احتفال أعياد رأس السنة بشكل مختلف هذا العام، حيث جرى تخصيص شارع المتنبي العريق للاحتفال بالمناسبة بعد تأهيله بالكامل، وهي مناسبة ينتظرها الكثير من العوائل لاختبار أوقات سعيدة.

كل ذلك يجعل من التجوّل ليلاً ممتعاً للعوائل التي ترى أنّ هذه المناسبة توفّر وقتاً مريحاً تحتاجه، بعيداً عن الضغوط اليومية، التي تأتي على رأسها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أثّرت على المواطنين بشكل كبير، فيما يرى كثيرون أنها مناسبة للربح والرزق أيضاً، حيث ينتشر باعة الهدايا وكل ما يتعلق بأعياد الميلاد.

منذ أسبوع، تخرج ناهدة عباس (43 عاماً)، برفقة عائلتها كلّ مساء. تختار إحدى مناطق بغداد لتقضي فيها ساعات من "الونسة" وفق قولها، وهي إشارة إلى قضاء وقت ممتع.

في حديثها لـ"العربي الجديد"، تقول ناهدة، وهي ربة منزل، إنّ ظروف عمل زوجها تحتّم على أسرتها العودة قبل منتصف الليل إلى المنزل، لكن يوم الخميس، تبقى الأسرة بعد منتصف الليل خارجاً. وتضيف: "مظاهر الزينة والفرح تنتشر بالمناطق التجارية التي تُعرف بالسهر في بغداد. اعتدنا في هذه الأيام أن نأكل وجبة العشاء في أحد المطاعم الشعبية ثم ندخل أحد المولات ونسير في الشوارع التجارية التي تكتظ بالباعة الجوّالين والمحال التي تبقى تعمل في ساعات الليل المتأخر. إنها أجواء جميلة تساعدنا على تخفيف الضغوط اليومية التي نواجهها، خاصة زوجي الذي يتحسّن مزاجه بعد كل جولة ليلية".
 
سناء الحمداني، تحدثت لـ"العربي الجديد" عن خشية سابقة من الخروج ليلاً، تبدّدت هذا العام. وتضيف أنّ العديد من جيرانها وأقاربها كانوا يخشون الخروج في مثل هذه المناسبات، لكنهم الآن صاروا يخرجون مثلهم.

وأضافت: "يفضل أطفالي المناطق الأكثر ازدحاماً ليلاً في هذه الأيام. هم يحبّون السير ومشاهدة ما تعرضه المحال التجارية، وتناول وجبات خفيفة وشراء ما يعجبهم من زينة الميلاد والهدايا. إنها مناسبة تنشر الفرح لدى أسرتي، لذلك أحاول ألا أفوّتها عليهم".

كما توفّر أعياد الميلاد فرصة مناسبة للباعة الجوّالين حيث يغيّر كثيرون مهنتهم إلى بيع هدايا أعياد الميلاد، وآخرون يضيفونها إلى بضاعتهم.

البالونات المعبّرة عن أعياد الميلاد، مثل شجرة الميلاد وبابا نويل والأجراس، تسعد الأطفال كثيراً فيجد فيها صلاح هادي، مكسباً مربحاً، حيث يجني في اليوم الواحد ربحاً لا يقلّ عن 50 ألف دينار (34 دولاراً) وفق قوله. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "المساء، هو أفضل وقت لبيع هذه الهدايا، عند تقاطعات الشوارع وقرب المطاعم ومراكز التسوق حيث تكثر هناك العوائل".

يرى العراقيون أنّ بائعي هدايا أعياد الميلاد الجوّالين، يزيدون متعة وبهجة التجوّل الليلي، إذ يحملون هداياهم الملوّنة ويعلنون عن بضاعتهم بـ"أساليب لطيفة"، بحسب هشام الحسناوي، الذي يعتبر السهر خارج المنزل أحد أبرز اهتماماته.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول الحسناوي (33 عاما)، إنه يتجوّل، أخيراً، كل ليلة، مع زوجته وطفليه. إذ بدأت تنتشر مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد، وأضاف أنّ "العديد من العاطلين عن العمل يجدون في هذه المناسبة فرصة لكسب بعض المال، لذلك أنا وكثيرون غيري نشجّع هؤلاء من خلال الشراء منهم، فبالإضافة إلى كونهم يضيفون متعة على التجوّل فهم يعملون لكسب قوتهم".

وينتظر العراقيون بشغف ليلة رأس السنة، حيث احتفالية العام الحالي ستكون في شارع المتنبي، وهو من الوجهات المفضّلة بالنسبة إلى العراقيين. وتقول جنان العبيدي لـ"العربي الجديد" إنّ "الفرحة مزدوجة هذا العام، بما أنه سيُعاد افتتاح شارع المتنبي الأثير على قلوبنا، بحلّته الجديدة بعد إعادة تأهيله، نحن روّاده فهو يرفدنا بما نحتاجه من الكتب. وسيكون الشارع حاضناً لاحتفالية الميلاد، وستكون لنا سهرة جميلة جداً في هذا المكان. الآلاف من عشّاق هذا الشارع ينتظرون ليلة رأس السنة بشوق كبير، ستكون أفضل أمسية تجوّل ومتعة خلال العام كله".
 وكان أمين بغداد، علاء معن، حدّد في بيان سابق موقع احتفالات رأس السنة، مؤكداً "التحضير لتنظيم فعاليات الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية وانطلاقها من (شارع) المتنبي".

المساهمون