حذر مسؤولون في قطاع الصحة من تعرض الجزائر لموجة ثالثة من تفشي فيروس كورونا على خلفية تصاعد معدلات الإصابة خلال الأيام الأخيرة، وطالبوا باتخاذ إجراءات استباقية لمنع تعقد الوضع الصحي.
وقال عضو اللجنة العلمية لمتابعة الأزمة الوبائية في الجزائر رياض مهياوي للإذاعة الرسمية، الثلاثاء، إنّ "الحالة الوبائية غير مطمئنة في ظل تصاعد الإصابات والوفيات، خصوصاً في الولايات ذات الكثافة السكانية العالية، ومنها ولايات الجزائر، وقسنطينة، ووهران"، ودعا إلى اتخاذ إجراءات "أكثر صرامة" لمواجهة تصاعد تفشي الفيروس.
وكشف مهياوي أنّ "الأرقام المعلنة حول عدد الإصابات لا تمثل حقيقة الواقع، وهناك كثير من المواطنين الذين لا يصرحون بإصابتهم، ويفضلون عدم الذهاب إلى المصالح المختصة، والاكتفاء باقتناء الأدوية من دون زيارة الطبيب، والحصيلة التي يعلن عنها تخص نتائج الفحص التي تجريها الفرق الطبية المختصة، ولذلك يتوجب دق ناقوس الخطر، والبحث عن حلول عاجلة، كالعودة إلى الإجراءات الاحترازية الغائبة في شوارعنا وأسواقنا التجارية".
ميهاوي: الأرقام المعلنة حول عدد الإصابات لا تمثل حقيقة الواقع، وهناك كثير من المواطنين الذين لا يصرحون بإصابتهم
وقفزت المعدلات الرسمية من أقل من 200 إصابة يومياً قبل أسبوعين، إلى نحو 500 إصابة أمس الاثنين، فضلاً عن 10 وفيات، فيما تعافى 361 مصاباً من الفيروس.
وحذر مهياوي من التطورات الجينية والسلالات الجديدة للفيروس، موضحاً أنّ "الأعراض الكلاسيكية للفيروس تغيرت تماماً بدخول أعراض أخرى بات الكشف عنها صعب في ظل نقص الإمكانات، لكن المؤكد أن جميع السلالات، بما فيها البريطانية والهندية، دخلت إلى بلادنا، ويتوجب على كل من يشعر بأعراض أن يتوجه إلى الطبيب".
ورجح إمكانية العودة إلى الحجر الصحي في حال استمر تزايد الإصابات، أو تعقد الوضع الصحي في البلاد، خاصة أنّ تطبيق نظام الحجر الصحي خلال الموجة الأولى أعطى ثماره، وقال: "في ظل التهاون وعدم احترام إجراءات الوقاية، لا نستبعد العودة إلى الحجر الصحي، أو اتخاذ قرارات وإجراءات مستعجلة للتصدي لعودة انتشار الفيروس وسلالاته الجديدة".
وأعلنت السلطات الصحية وصول مصالح الإنعاش في المستشفيات إلى مرحلة التشبع، ما دفع بعض المشافي إلى إخلاء بعض الأقسام الطبية غير المستعجلة، وتحويل أسرتها لاستقبال مرضى كوفيد-19، كما سارعت السلطات إلى إعادة النظر في مخطط العطل للأطقم الطبية بعد التصاعد الأخير في وتيرة الإصابات، وذلك رغم الإرهاق الكبير الذي يعاني منه الكادر الطبي.