مطالبات بإدخال الملابس الشتوية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
28 نوفمبر 2022
مطالبات بإدخال الملابس الشتوية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
+ الخط -

حالة من القلق تسيطر على الفلسطينية منى أبو صلاح، والدة الأسيرَين فهمي وصلاح أبو صلاح، مع دخول فصل الشتاء وعدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بإدخال الملابس والأغطية الشتوية للأسرى في داخل السجون.

وقد شاركت أبو صلاح إلى جانب مجموعة من الأهالي وممثلي الفصائل في وقفة احتجاجية تحت عنوان "الأسرى في فصل الشتاء... معاناة مضاعفة" للمطالبة بإدخال الملابس الشتوية إلى الأسرى الفلسطينيين في السجون، نظمتها وزارة الأسرى والمحررين، اليوم الإثنين، أمام مقرّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.

ورفع المشاركون في الوقفة مجموعة من الشعارات التي تدعو إلى الضغط على الاحتلال من أجل إدخال كلّ المستلزمات الخاصة بالأسرى في فصل الشتاء، كما حملوا صور مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين في داخل سجون الاحتلال.

وترفض مصلحة السجون الإسرائيلية طلبات أهالي الأسرى المتكرّرة لإدخال الملابس الشتوية والأغطية لأبنائهم، على الرغم من تقديم طلبات عدّة في الفترة الأخيرة، تزامناً مع تصاعد الانتهاكات بوتيرة متسارعة بحقّ الأسرى في الفترة الأخيرة.

الصورة
وقفة في غزة للمطالبة بإدخال الملابس والأغطية الشتوية إلى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (عبد الحكيم أبو رياش)
الأسرى في فصل الشتاء... معاناة مضاعفة (عبد الحكيم أبو رياش)

تقول والدة الأسيرَين أبو صلاح لـ"العربي الجديد"، إنّها ممنوعة من زيارة ولدَيها في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2016، من دون الكشف عن الأسباب وراء هذا المنع، علماً أنّه سبق أن سُمح لها بزيارتهما مرّات عدّة.

وتشير أبو صلاح إلى أنّ ابنَيها المحكوم عليهما بمدّة تراوح ما بين 17 و20 عاماً، يواجهان ظروفاً صعبة في سجون الاحتلال نتيجة منع إدخال "الكنتينا" (أموال يصرفها الأسرى لشراء احتياجاتهم الشخصية والمعيشية) والملابس الشتوية والأغطية، بالإضافة إلى حرمان أبناء الأسرى من زيارتهم في داخل السجون.

وتطالب أبو صلاح المؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح لعوائل الأسرى الفلسطينيين بإدخال كامل احتياجات أبنائهم إلى السجون، ووقف سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها مصلحة السجون الإسرائيلية.

ويُقدَّر عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 4500 أسير فلسطيني، من بينهم مئات الأسرى المحكومين بمؤبّدات، في حين يبلغ عدد أسرى قطاع غزة نحو 210، من بينهم 27 أسيراً محكومون بالسجن المؤبّد.

وحذّر مدير عام الأنشطة في وزارة الأسرى في غزة نبيل حجاج من تأثيرات قرار مصلحة سجون الاحتلال منع إدخال الأغطية والملابس الشتوية، تزامناً مع بداية فصل الشتاء وتدنّي درجات الحرارة في المناطق الصحراوية والجبلية حيث السجون.

وقال حجاج في كلمة له ألقاها في خلال الوقفة إنّ إدارة سجون الاحتلال تتعمّد إجراء حملات تفتيش مستمرّة تقوم في خلالها بإخراج الأسرى إلى ساحة السجن لساعات من دون ملابس كافية تقيهم بردوة الجوّ، كما تتعمّد مصادرة أيّ أغطية شتوية من غرف الأسرى بحجّة أنّها تزيد عن الحاجة. وحمّل حجاج سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن المساس بحياة الأسرى الفلسطينيين وعن معاناتهم في السجون، مع مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل المسؤولية الكاملة تجاه ما يقوم به الاحتلال.

من جهته، قال عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في غزة ناهض شبات إنّ ما تقوم به حكومة الاحتلال ومصلحة إدارة السجون بمنع إدخال الملابس الشتوية إجراءات عنصرية تتنافى مع أحكام القانون الدولي وتخالف المواثيق الدولية. وشدّد شبات في كلمته التي ألقاها باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية على أنّ السلوك الإسرائيلي يرتقي إلى مستوى جريمة حرب وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي الوقوف أمام مسؤولياته تجاه ما يتعرّض له الأسرى الفلسطينيون.

الصورة
وقفة في غزة للمطالبة بإدخال الملابس والأغطية الشتوية إلى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (عبد الحكيم أبو رياش)
حملوا صور أبنائهم الأسرى ورفعوا أصواتهم (عبد الحكيم أبو رياش)

وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد كثّفت في الفترة الأخيرة انتهاكاتها بحقّ الأسرى عبر النقل التعسفي بين السجون إلى جانب الاقتحامات المتكرّرة، فيما حذّر الأسرى من تصاعد الانتهاكات بحقّهم مع تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو.

وفي السياق نفسه، يشير رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ فصل الشتاء يُعَدّ من أثقل الفصول على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظلّ النقص الحاد في الأغطية والملابس الشتوية. يضيف فروانة أنّ مصلحة السجون الإسرائيلية تضع سلسلة من العراقيل أمام إدخال احتياجات الأسرى عبر المؤسسات المعنية أو أهالي الأسرى، الأمر الذي يتسبّب بمعاناة كبيرة للأسرى إلى جانب الأمراض، وهو ما يتطلب تدخلاً دولياً للضغط على الاحتلال.

ذات صلة

الصورة
الطبيب الفلسطيني عصام أبو عجوة في مستشفى الأهلي المعمداني في دير البلح (الأناضول)

مجتمع

بعد اعتقال دام 200 يوم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية، عاد الطبيب الفلسطيني المتقاعد عصام أبو عجوة (63 عاما)، لممارسة عمله رغم الظروف القاسية
الصورة
المشهد حول سجن "عوفر" قبيل ساعات من الإفراج عن أسرى بموجب صفق التبادل (العربي الجديد)

سياسة

دان نادي الأسير الفلسطيني، جريمة الإعدام الميداني التي نفّذها جيش الاحتلال بحق أربعة أسرى من غزة، مشيراً إلى أنها تشكّل جريمة حرب جديدة
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
دبابة إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 19 يناير 2024 (Getty)

سياسة

ظهرت منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية، قبل نحو تسعة أشهر، تصريحات ومقاطع فيديو، لمسؤولين إسرائيليين وجنود أشارت إلى نيات الاستيطان في غزة.
المساهمون