أعلنت أسرة الشاب المصري أنس البلتاجي، نجل القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، أنها تلقت أنباءً تفيد بامتناعه، اليوم الخميس، عن المثول أمام جلسة التحقيق والعرض على القضاة، ما يزيد مخاوفهم على حياته ووضعه في السجن.
وأكدت أسرة البلتاجي أن المسؤول عن إحضاره إلى غرفة العرض في سجن بدر 1 قال إن أنس ممتنع عن حضور الجلسة ويرفض العرض. من جهته، قال محاميه إنه في بداية اليوم، طلب من القاضي حضور أنس، لكن المسؤول عن إحضاره أجاب القاضي بأنهم سيحضرون أنس إلى غرفة العرض بعد الانتهاء من باقي القضايا، ثم غيّر ذات المسؤول كلامه بعد انتهاء جميع القضايا، وقال إن أنس هو الذي يمتنع عن الحضور.
ويُعَدّ حضور أنس البلتاجي جلسات العرض أمام المحكمة، الوسيلة الوحيدة لأسرته للاطمئنان عليه. لذلك، تخشى أسرته على حياته ووضعه في السجن إذا صحت الأنباء عن امتناعه عن المثول أمام القاضي، ما يعني أنه يحاول إيصال رسالة بهذا القرار.
وقال محامي أنس: "مثوله أمام القاضي هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها أهل أنس الاطمئنان عليه، والعكس. يستحيل أن يمتنع أنس عن حضور الجلسة. آخر خبر حصلنا عليه هو تحويل أنس إلى زنزانة التأديب، وكنا ننتظر الجلسة لفهم ما يحدث معه، وخصوصاً أن إدارة السجن أيضاً تمتنع عن تسلّم الطبلية (الطعام والشراب والملابس التي يحق لأسرته إدخالها له). وكانت نتيجة الجلسة أن القاضي قرر تأجيل النظر فيها لجلسة 3 يناير/ كانون الثاني المقبل 2023".
وكانت أسرة أنس البلتاجي قد حصلت على معلومات في زيارته الأخيرة يوم الخميس 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تفيد بنقله من سجن بدر 3 إلى سجن بدر 1 بلا ملابسه ولا أكله ولا متعلقاته من الزيارات الماضية، كنوع من العقوبة المضاعفة، فضلاً عن حبسه في زنزانة التأديب.
عادت أسرة أنس البلتاجي ومعها كل ما جلبته من طعام وملابس ومتعلقات له من الزيارة الأخيرة، لكنها عادت أيضاً محملة بأطنان من القلق على مصيره بعد تحصلها على معلومات تفيد بأنه "معاقب في سجن بدر 1، وممنوع من أي تواصل، وأنه في زنزانة تأديب، بعد تجريده من أي بواقي أكل أو ملابس كانت معه في سجن بدر 3".
وأنس محمد البلتاجي نجل القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والنائب السابق محمد البلتاجي. كان طالباً يبلغ من العمر 19 عاماً في جامعة عين شمس يستعد لأداء امتحاناته الفصلية عندما اعتقلته قوات الأمن في مدينة نصر في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2013، مع اثنين من أصدقائه.
ومنذ اعتقاله، رفعت الحكومة المصرية ست قضايا ضد البلتاجي، وبرأته في أربع قضايا قيد الاستئناف، وحكمت عليه بالسجن لمدة عام في قضية لم يكن يعرف عنها شيئاً، ووجهت إليه تهماً في القضيتين المعلقتين ضده من خلال تجديد التهم السابقة، بهدف وحيد هو إبقاؤه مسجوناً إلى أجل غير مسمى خلال الحبس الاحتياطي، غالباً في ظروف غير إنسانية. وقد أخضعته للتعذيب واحتجزته في الحبس الانفرادي، وحرمته الزيارات مع عائلته ومحاميه، وحرمته فرصة إكمال تعليمه الجامعي الذي يشجعه القانون المصري.
غالبية التهم الموجهة إلى أنس تتعلق بجرائم سياسية على خلفية دعاوى مرفوعة ضده من قبل النيابة العامة، ليبدو أن اضطهاد أنس له دوافع سياسية بالكامل بسبب انتمائه العائلي، باعتباره ابن محمد البلتاجي، وهو قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين محتجز أيضاً منذ عام 2013. كذلك قتلت قوات الأمن شقيقة أنس، أسماء البلتاجي، في أثناء مذبحة اعتصام رابعة العدوية في 2013، من ضمن أكثر من 1050 قتيلاً.