شهدت قرية الشرفاء بمركز إدفو بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر، فوضى وإطلاق نار من الأهالي للمطالبة باسترجاع أموالهم التي استولى عليها نصاب جديد، في ظاهرة إجرامية يطلق على القائمين بها محليا اسم "المستريح".
وأكد الأهالي هروب "المستريح"، واسمه طاهر الحصاوي، بعد حصوله على ملايين الجنيهات من المواطنين بزعم "توظيف الأموال"، في حين استولى بعضهم على منقولات وسيارات مملوكة له، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة إحراق منزله.
و"المستريح" لقب كان يطلقه المصريون في السابق على كل شخص زادت أمواله فجأة من دون معرفة الأسباب، لكن اللقب عاد للظهور خلال السنوات الأخيرة بعد تكرار قضايا النصب من أشخاص ينطبق عليهم هذا الوصف.
وتلقى مركز شرطة إدفو مئات البلاغات صباح اليوم السبت، من أهالي قرية الشرفاء، ضد "الحصاوي" بعد هروبه عقب الاستيلاء على ملايين الجنيهات من ضحاياه الذين أوهمهم باستخدامها في تجارة المواشي والسيارات.
وانتقد الأهالي غياب قوات الأمن عن الأحداث التي شهدتها القرية، وحذروا من خروج الأوضاع عن السيطرة بالقرية التي شهدت حالة من الفوضى والنهب بعد هروب "المستريح" الجديد.
وقال أحد أهالي قرية "الشرفا"، لـ"العربي الجديد"، إن ظاهرة الاستيلاء على الأموال في صعيد مصر بذريعة توظيفها منتشرة منذ سنوات طويلة، بسبب رفض الأهالي وضع الأموال في البنوك لأسباب عديدة، منها أسباب دينية، أو غياب ثقة البعض في ظل الأزمات الاقتصادية.
وأضاف أن "حصاوي تمكن من الهروب إلى منطقة جبال إدفو الوعرة مع معاونيه، بواسطة سيارتين محملتين بالأموال التي استولوا عليها من الأهالي، في حين قام الأهالي الغاضبين بأعمال نهب وإطلاق نار بغرض الحصول على أي سلع أو منتجات أو ممتلكات تعوضهم جزء من خسائرهم المالية. عدد من الأهالي اقتحموا مكتب البريد في القرية بحثاً عن أي أموال، واستولوا على مواد بناء كانت متواجدة في مواقع إنشاءات جديدة، فضلاً عن اقتحام ونهب صوامع قمح، ومخازن لقصب السكر، ومحال تجارية".
بدوره، تقدم عضو مجلس النواب، مصطفى بكري، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء، حمل فيه الحكومة المسؤولية عن أعمال النصب التي تعرض لها المواطنون في محافظة أسوان، وغيرها من مناطق الصعيد، موضحا أن "بعض الأشخاص استولوا على ملايين الجنيهات من الأهالي تحت ستار تجارة المواشي والسيارات، ثم سارعوا إلى الهرب، وهي عمليات نصب تجري بشكل علني منذ 6 أشهر أمام أعين الجهات المسؤولة، والتي لم تحرك ساكناً، ما نتج عنه تفاقم الأزمة، وحدوث أعمال عنف تهدد السلم الاجتماعي".
وفي وقت سابق، قررت النيابة العامة بمحافظة أسوان، حبس مصطفى البدري، الشهير بـ"مصطفى البنك"، والمعروف إعلاميا باسم "مستريح المواشي"، واثنين آخرين، 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهم "الاستيلاء بطرق احتيالية على أموال عدد كبير من المجني عليهم بدعوى استثمارها بغير ترخيص".
وقال مصدر أمني بمديرية أمن أسوان، إنه تم حصر المبالغ المالية التي استولى عليها المتهم، والتي بلغت أكثر من 200 مليون جنيه، كما عثر معه عند القبض عليه على مبلغ 9.5 ملايين جنيه.
وتلقت النيابة العامة منذ مطلع الشهر الجاري، نحو 800 بلاغ من المجني عليهم، أفادت باستيلاء المتهم على أموالهم بدعوى توظيفها في تجارة الماشية، مع وعود بربح وفير، قبل تهربه من سداد الأرباح، ومن رد الأموال إليهم.
وشهدت محافظة أسوان، مؤخرا، مصرع لواءين في الشرطة بالإضافة إلى مجندين اثنين كانا مرافقين للضابطين خلال حادث مروري أثناء مطاردة المتهم مصطفى البدري بنطاق مركز إدفو.