مصر: غرق مقابر وجرف رفات الموتى إثر انهيار حوض تبريد محطة كهرباء في أسيوط

22 اغسطس 2023
محافظة أسيوط تدرس اقتراح الأهالي بإقامة سور حول المقابر لحمايتها (محافظة أسيوط/فيسبوك)
+ الخط -

كشفت مقاطع فيديو متداولة في "فيسبوك" غرق المقابر في عدد من القرى المصرية بمحافظة أسيوط (جنوب)، وجرف رفات الموتى نحو الترع والمصارف، إثر انهيار حوض تبريد محطة كهرباء غرب أسيوط، وغمر المياه أكثر من 60 فداناً أغلبها في قريتي مسرع وأولاد رائق.

واستغاث المواطنون بالأجهزة المعنية في أسيوط لإنقاذ رفات الموتى، خصوصاً مع سقوط بعض توابيت موتى المسيحيين، ورفات موتى المسلمين، إلى أحد الترع المجاورة للمقابر، مطالبين بتعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بهم، وإعادة بناء المدافن التي هدمت بسبب مياه حوض التبريد، وبناء سور حولها لحماية المقابر من أي أضرار مستقبلاً.

وقال رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء محمد مختار، في تصريحات متلفزة، إن محافظة أسيوط تدرس اقتراح الأهالي بإقامة سور حول المقابر لحمايتها، نافياً حدوث تلفيات بمنازل الأهالي في القريتين جراء الحادث تستلزم منحهم تعويضات.

وأضاف أن المحافظة تبحث استغلال مياه أحواض التبريد بمحطة كهرباء غرب أسيوط في زراعة 100 فدان من أشجار الهوهوبا، الذي ينمو في ظروف بيئية قاسية، وينتج زيوتاً تدخل في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل، مع طرح مناقصة عالمية لذلك الشهر المقبل بغرض الاستفادة من إعادة تدوير المياه، بدلاً من عملية تبخرها.

وتابع مختار أن الانهيار وقع في أحواض تبريد المياه بمنطقة جحدم التابعة لمركز منفلوط بأسيوط، التي تحتجز حوالي 200 ألف متر مكعب من المياه المخزنة، مدعياً أن قوات الحماية المدنية نجحت في قطع المياه، ووقف انهيار البحيرة، في غضون نصف ساعة من وقوع الحادث.

وأشار إلى تشكيل عدد من اللجان المختصة لفحص ورصد حجم الأضرار والتلفيات بقطاع البترول والحاصلات الزراعية، وكذلك مقابر الأهالي، معتبراً أن ما حدث هو أمر متوقع، لأن محطة الكهرباء تقع على مستوى مرتفع من سطح الأرض قياساً بمنطقة المقابر، بسبب طبيعة الأرض الجبلية والصحراوية في المحافظة.

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي محطة كهرباء غرب أسيوط في عام 2016، بتكلفة قدرت بنحو 1.5 مليار دولار آنذاك، وهي تضم 8 وحدات توليد بقدرة إجمالية تبلغ 1500 ميغاوات، بهدف توفير الكهرباء لمحافظات الصعيد.

وتواصل شركات الكهرباء في مصر قطع التيار للأسبوع السادس على التوالي، لمدة ساعة واحدة يومياً بالتناوب في 24 محافظة من أصل 27، رغم وصول إمدادات المازوت التي وجهت الحكومة مبلغ 300 مليون دولار لشرائها.

وتبرر الحكومة قطع التيار الكهربائي بارتفاع أسعار الوقود اللازم لتشغيل المحطات، واستمرار الموجة الحارة خلال فصل الصيف، بينما سجل مرصد الكهرباء متوسطات استهلاك تقدر بنحو 35 ألف ميغاوات يومياً، بما يعادل نفس قيم الاستهلاك المحققة خلال نفس الفترة من عام 2022.

وقال السيسي، في تصريحات أخيرة له، إن "توفير الطاقة الكهربائية يحتاج إلى 18 ألف طن من المازوت يومياً، حتى يمكن تشغيل محطات الكهرباء بكامل طاقتها، في ظل درجات حرارة مرتفعة خلال فصل الصيف، أي ما يعادل نصف مليون طن مازوت شهرياً، يتراوح سعرها العالمي ما بين 300 و350 مليون دولار، إلى جانب استهلاك كميات أكبر من الغاز الطبيعي المنتج محلياً في توليد الكهرباء".

ودعا السيسي الحكومة إلى تأمين احتياجات المواطنين والأنشطة الاقتصادية من الكهرباء بشكل مستدام وثابت، وتجنب تكرار قطع التيار الكهربائي مستقبلاً، من خلال وضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع الاحتمالات كافة، مع الأخذ بالاعتبار "ما أُنجِز في قطاع الكهرباء خلال السنوات القليلة الماضية من مشروعات واستثمارات ضخمة".

ويرى خبراء أن انقطاع الكهرباء، بعد إنفاق الحكومة أكثر من نصف تريليون جنيه على إقامة محطات توليد إضافية بقدرة 31 ألف ميغاوات، بما يماثل ضعف قدرات التوليد بالشبكة الموحدة، وحجم الاستهلاك العام بالدولة، أمراً يستدعي محاسبتها على سوء إدارتها الموارد المالية، وعدم كفاءة قيادات الأجهزة المسؤولة عن وزارتي الكهرباء والبترول.

(الدولار= 30.95 جنيهاً)

المساهمون