أعلنت أسرتا رجل الأعمال المصري صفوان ثابت، والسياسي المصري البارز ورئيس حزب "مصر القوية" والمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، تعرضهما لما وصفتاه بـ "القتل البطيء" في محبسهما في سجن بدر الجديد.
وكتبت مريم صفوان ثابت، ابنة رجل الأعمال الشهير الذي سجن مؤخراً في سجن بدر: "في أول زيارة لبابا (أبي) بعد نقله لسجن بدر. أنا مصدومة وخائفة على حياة أبويا. أحواله النفسيه والصحية إلى تدهور! هذا كله بخلاف الحبس الانفرادي والعزلة التامة ومنعه من التريض. المروحة شغالة 24 ساعة. وبابا بردان (يشعر بالبرد) حتى بالملابس الشتوية! النور النيون مفتوح 24 ساعة، لا يعرف الليل من النهار ولا يستطيع النوم. كاميرا المراقبة تعمل 24 ساعة! شيء غير آدمي".
وتابعت مريم ثابت: "سحبوا منه حتى المصحف. بابا رفض كل الطعام الذي جلبناه معنا في الزيارة".
ويعد ثابت (76 عاماً) نموذجاً للرأسمالية الوطنية المنتجة، وقد أسس صناعة ذات جودة عالية لمنتجات الألبان والغذاء (شركة جهينة)، تتوفر فيها المواصفات الأوروبية التي دخلت كل بيت مصري.
وكان ثابت يملك غالبية أسهم الشركة، بالإضافة إلى كونه رئيسها التنفيذي، يُحتجز رهن الحبس الانفرادي المطول منذ القبض عليه تعسفياً في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2020، ثم قُبض على ابنه سيف (40 عاماً) بعد شهرين من القبض على والده، وتحديدًا في فبراير/ شباط 2021. وما زالا مُحتجزين رهن الحبس الانفرادي في ظروف ترقى إلى التعذيب.
وفي تقرير سابق لها، قالت منظمة العفو الدولية إن "صفوان وسيف ثابت يتعرضان للعقاب لمجرد التجرؤ على رفض طلبات مسؤولين أمنيين مصريين بالتخلي عن أصول شركة جُهينة المعروفة في مصر، والتي تمتلكها عائلتهما. وقد أبديا شجاعةً نادرة في مقاومة محاولة المسؤولين لابتزازهما". وأكدت أن "السلطات المصرية استخدمت نفس التهم المتعلقة بالإرهاب لقمع المعارضة السياسية مع رجال أعمال، لأنهم رفضوا الإذعان للأوامر التعسفية بالاستيلاء على أصولهم".
الوضع نفسه اشتكت منه أسرة عبد المنعم أبو الفتوح. وكتب نجله أحمد أبو الفتوح عن آخر زيارة لوالده في محبسه: "الوضع قاتل. هذه الكلمة قالها أبويا لإخوتي قبل دخول الزيارة التي وجدها من خلال الحاجز الزجاجي والتليفون، فقرر الامتناع عن الزيارة". تابع: "من اتخذ ونفذ قرار نقل أبويا من سجن المزرعة لسجن بدر متجرد من كل شيء، ويجب أن يحاكم بتهمة القتل العمد. فقد نُقل من دون ملابس ولا غطاء ولا أي متعلقات شخصية! نُقل بملابسه التي يرتديها فقط! نُقل إلى زنزانة انفرادية بمرتبة (فراش) على الأرض بلا أي تجهيزات. بدون سرير ولا حتى كرسي ولا ثلاجة، ولا كانتين. فقط أكل التعيين- وجبات السجن. زنزانة مراقبة بالكاميرا 24 ساعة، وإضاءة 24 ساعة. أبسط مقومات الحياة الكريمة لأي إنسان غير متوفرة".
يضيف: "لما كان السجن غير جاهز، لماذا نقلتم والدي؟ فمنذ نقله وحتى أول زيارة ولمدة ثمانية أيام، لم يخرج من الزنزانة. لا طبيب يكشف عليه ولا رعاية طبية. لماذا والدي صاحب الـ71 عاماً لا يُنقل للمستشفى؟".
وأنهى نجل أبو الفتوح تدوينته عن زيارة والده قائلاً: "أبويا خرج للزيارة ووجدها من خلال الزجاج؛ فامتنع عن الزيارة، ونحن منذ أكثر من ثلاث سنوات ممنوعون من الزيارة الطبيعية. من حقنا نسلم عليه ونتواصل معه بشكل مباشر لا من خلال تليفون وحاجز زجاجي".
أبو الفتوح يعاني من عدة أمراض مزمنة تستوجب رعاية طبية خاصة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، كما أنه يعاني من مرض متقدم في البروستات، ما يتطلب جراحة عاجلة، بالإضافة إلى التهابات في المسالك البولية، والمغص الكلوي، وعدم القدرة على التحكم في التبول، وكذلك حصوات الكلى والمثانة. كما أصيب بانزلاق غضروفي (الانْقِرَاصُ) في عموده الفقري أثناء وجوده في السجن.
سلم أبو الفتوح أسرته قبل نحو شهر وصيته، بعد أن تكررت إصابته بنوبات قلبية حادة. وكانت أسرته قد تقدمت مؤخراً ببلاغات رسمية وعاجلة إلى النائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، من أجل ضمان إجراءات طبية عاجلة تنقذ حياته بعد تعرضه لثلاث نوبات قلبية في السجن.
أبو الفتوح محبوس في زنزانة انفرادية على ذمة القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ، باتهامات "تأسيس وقيادة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها".
ومنذ منتصف العام الجاري، نقل المحتجزون من سجن طرة شديد الحراسة (العقرب) إلى سجن بدر الجديد. ومنذ صولهم، جردوا من كافة متعلقاتهم الشخصية، واحتجزوا في زنازين ضيقة فيها كاميرات مراقبة تعمل 24 ساعة في الزنازين الجماعية والانفرادية. كما تسلط كشافات ضوئية على السجناء السياسيين، الأمر الذي يمنعهم من النوم، كما أكدت أسر السجناء السياسيين ومنظمات حقوقية، التي اعتبرت تلك الممارسات "أحد أساليب التعذيب الجماعي"، وهو أمر أدى إلى تعرض العديد منهم للانهيار العصبي، وخصوصاً السجناء القادمين من سجن العقرب الذين لم يتعرضوا للشمس ولا للضوء لفترات طويلة. كما تعمل شفاطات الهواء طوال اليوم، ما يجعل درجات الحرارة شديدة الانخفاض لدرجة تجعل السجناء غير قادرين على النوم وفي حالة برودة شديدة.
وسبق أن رصدت منظمات حقوقية الممارسات الأمنية التي تمارس بحق محتجزي مركز الإصلاح والتأهيل (سجن بدر الجديد) منذ نقل السجناء السياسيين، والتي انتهت بوفاة محمد عبد الحميد الصيفي (61 عاماً) والمصاب بسرطان المعدة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بسبب الإهمال الطبي.
وتوفي المواطن السيد محمد عبد الحميد الصيفي (61 عاماً) من قرية ههيا بمحافظة الشرقية بدلتا مصر، بسبب الإهمال الطبي في سجن بدر 3، بحسب مركز الشهاب. وكان مصابا بالسرطان ومنع من العلاج المناسب إلى أن تطورت حالته ونقل إلى مستشفى توفي به الأربعاء 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.