استيقظ المصريّون، الثلاثاء، على فيديو لواقعة تحرّش، يظهر رجلاً في الأربعينيات، يتحرش بطفلة في العاشرة من عمرها، بعد أن استدرجها إلى مدخل أحد المباني السكنية في حي المعادي جنوبي القاهرة، ووثقت كاميرا مراقبة، صودف أنها موجودة في المبنى، ما حدث.
وأعلنت أجهزة الأمن المصرية القبض على المتهم في أعقاب هروبه من منزله، ومحاولته الاختفاء بعد انتشار صورته على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وباشرت نيابة جنوب القاهرة، الاستماع إلى أقوال والد ووالدة الطفلة المعتدى عليها، وإلى أقوال السيدة التي كشفت واقعة التحرش بالطفلة في مدخل العقار، كما قررت النيابة التحفظ على كاميرات المراقبة لإعداد تقرير مفصل.
وأفادت النيابة العامة في تحقيقاتها، بأن المكان الذي خرجت منه سيدتان لنجدة الطفلة، هو معمل تحاليل في الطابق الأرضي من عقار كائن بميدان الحرية في حي المعادي، وليست وحدة سكنية، مشيرة إلى أن الطفلة تعمل كبائعة للمناديل الورقية في الشارع، واستدرجها المتهم بغرض التعدي عليها جنسياً.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه المتهم أثناء استدراجه الطفلة إلى مدخل المبنى، وتحرشه بها، وقد وضع يده على مناطق حساسة من جسدها، وظهرت في الفيديو أيضاً المرأة التي وضعت كاميرا المراقبة، وهي تتشاجر مع المتهم، وتنقذ الطفلة من بين يديه، قبل أن يفرّ هارباً.
وباتت وقائع التحرش الجنسي في مصر متكررة، بل وتحدث بشكل شبه يومي، لكن وقائع التحرش بالأطفال توجه في كل مرة صفعة جديدة لكل من يبرر هذا الفعل عازياً السبب إلى ملابس المرأة وسلوكها.
وفي إبريل/ نيسان 2016، تعرّض خمسة أطفال في مدرسة دولية في مدينة نصر إلى الاغتصاب، الأمر الذي دفع أهالي التلاميذ إلى إثارة القضية، مؤكدين أن الجاني كان يستدرج الأطفال إلى سطح المدرسة ليرتكب جريمته. بعدها، أصدرت الإدارة المركزية للأمن في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تقريراً عن حالات التحرش والاغتصاب التي سجلت داخل المدارس خلال العام الدراسي 2015 - 2016، أفاد بوجود 6 حالات اغتصاب، و132 حالة تحرش داخل المدارس الحكومية منذ بداية العام الدراسي.
وفي مارس/آذار 2016، تعرضت طفلة (7 سنوات) في حي العمرانية، في محافظة الجيزة، للاغتصاب في مدرسة خالد ابن الوليد في العمرانية، وقدمت أسرتها بلاغاً في قسم الشرطة ضد مُدرّس اللغة العربية، بعد اكتشاف اعتدائه الجنسي عليها داخل حمامات المدرسة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تم التعدي على طفلة (8 سنوات) في مدرسة في العجوزة في محافظة الجيزة.
وفى نهاية عام 2014، قررت النيابة الإدارية التحقيق في واقعة اغتصاب تلميذة فاقدة النطق في الصف الثاني ابتدائي داخل مدرسة التوفيقية الخاصة في محافظة القاهرة، بعدما عمد نجل حارس المدرسة إلى اغتصابها بعد الاعتداء عليها بالضرب لتخويفها.
حادثة أخرى أحدثت صدمة، وهي الشهيرة إعلامياً بـ"طفلة البامبرز"، التي اغتصبها رجل في مارس/ آذار 2017، بعدما اختطفها من أمام منزلها وحاول اغتصابها. وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، نفذت مصلحة السجون المصرية حكم الإعدام بحق المتهم إبراهيم محمود، بعد تأييد حكم محكمة النقض الصادر بتاريخ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، والتي نسبت إليه تهمة اغتصاب الطفلة جنى.
وحسب دراسة أصدرها المركز القومي للبحوث بالتعاون مع عدد من المراكز الحقوقية، فإن 20 ألف حالة تحرش واغتصاب تقع في مصر سنوياً، 85 في المائة من الضحايا هم أطفال، و45 في المائة من الحالات هي اغتصاب كامل للطفل الضحية، مع الإجبار على عدم إخبار الأسرة بالحادث، فيما يتعرض 20 في المائة من الضحايا للقتل بطريقة بشعة.
وفي آخر إحصائية أعدها المجلس القومي للأمومة والطفولة، رصد ألف حالة اغتصاب تعرض لها الأطفال في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وقدرت الحالات غير المسجلة بـ3000 حالة سنوياً.
وأظهرت نتائج دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة عام 2018، أن نحو 99% من المصريات قد تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي. كما أن القاهرة صنفت عام 2017 كأخطر مدن العالم بالنسبة إلى النساء.