مصر تشهد أربع جرائم قتل وواقعتي انتحار خلال يومين

22 يونيو 2022
النيابة المصرية تحذر من لجوء الشباب للانتحار بسبب الأعباء المالية والنفسية (Getty)
+ الخط -

قالت النيابة العامة المصرية، الثلاثاء، إنها تلقت إخطاراً يفيد بسقوط شاب من أعلى برج القاهرة في قلب العاصمة، ليلة أول أمس (الاثنين)، بالتزامن مع رصد وحدة التحليل بمكتب النائب العام تداول أخبار بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن واقعة الانتحار.
وشهدت مصر ستة أحداث دامية على مدار اليومين الماضيين، بدأت بذبح طالب زميلته أمام بوابة جامعة المنصورة، وقيام شاب برمي نفسه بسيارته من أعلى جسر الجامعة في المدينة نفسها، وانتحار آخر قفزاً من أعلى برج القاهرة، وضرب ربة منزل زوجها حتى الموت في منطقة المرج بالقاهرة، وإطلاق شاب النار على نفسه في حي المعصرة بحلوان، والعثور على جثة مواطن داخل كيس بلاستيكي في مدينة الإسماعيلية.
وقالت النيابة، في بيان، أنها انتقلت إلى مسرح جريمة "برج القاهرة" لمعاينته، ومناظرة جثمان المتوفى، وفحص محتوى هاتفه الذي كان بحوزته وقت الواقعة، ومطالعة كاميرات المراقبة الخاصة بمبنى البرج، مشيرة إلى استماعها لأقوال اثنين من العاملين به، وخمسة شهود من أصدقائه وذويه.
وخلصت تحقيقات النيابة، من مجمل الإجراءات التي اتخذتها، إلى مرور الشاب بضائقة مالية بسبب أعبائه الشخصية التي تسببت في ضغوط نفسية أصابته، ودوام الخلافات بينه وبين شقيقيه القائمين على مساعدته مادياً بسبب ذلك، متابعة أنه يوم الواقعة توجه إلى مبنى برج القاهرة، ودلفه منفرداً، وصعد إلى قمته.
وزاد البيان "طلب أحد أفراد الأمن من الشاب المغادرة لانتهاء وقت الزيارة، إلا أنه توجه صوب السور، وقفز من أعلى البرج، ولم يلحق به فرد الأمن حينها، وتبين إرسال المتوفى رسالةً نصية قبل الواقعة يطلب فيها من آخر زيادة مصروفه الشهري، وثانية لشخص آخر وقت تواجده بالبرج يخبره فيها بأنها آخر لحظات حياته".
وحسب البيان، ورد للنيابة العامة إخطار آخر من الشرطة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، يفيد بوفاة شاب إثر سقوطه خلال قيادته سيارة من أعلى كوبري الجامعة بمركز طلخا في محافظة الدقهلية، وتزامن ذلك مع ما رصده مكتب النائب العام من أخبار متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي حول الواقعة، منها عبارات منسوبة للمتوفى تضمنت رغبته في التخلص من حياته.
وأشار البيان إلى مرور المتوفى بضائقة نفسية، بسبب خلافات عائلية هي سبب انتحاره، وانتدبت النيابة أحد الأطباء الشرعيين لإجراء الصفة التشريحية على جثمانه لبيان ما به من إصابات، وتحديد سبب الوفاة. وكلفت ذوي الشاب بتقديم هاتفه لفحص محتواه، وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة.
وبمناسبة هاتين الواقعتين، وما استشعرته النيابة منهما من خطر محدق بالشباب لإقدام بعضهم على الانتحار في هذه السن الصغيرة، يأساً من ضائقة مادية أو خلافات عائلية، فإنها "تنادي الشباب من واقع الأمانة التي تتحملها بألا ينخدعوا بمكر الشيطان بهم، أو الاستهانةَ بحياتهم أو استرخاصها بصورة قليلة العلم، عظيمة الذنب والجرم عند الله تعالى"، وفق بيانها.

وأكملت في رسالتها "إياكم أن تنهوا حياتكم بسبب فشل أصابكم، أو ضائقة حتماً ستمُر، فهذا من العبث والاستهانة بحرمة حياتكم التي جعلكم ربكم حُراساً عليها، وحُماة لها. وانظروا فيمن حولكم ممن ابتُلوا واختُبروا بألوان المصائب والبلايا، فمنهم من رأى الله منهم صبراً ومغالبةً لأسباب حياتهم، وهذا هو المراد من ابتلائهم، فأنالهم أجر الصابرين بغير حساب".
وكانت النيابة المصرية قد قررت حبس ربة منزل لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق في اتهامها بقتل زوجها بسلاح أبيض، من جراء علاقته مع أخرى بمنطقة المرج، وفتح التحقيق في واقعة إقدام شاب يبلغ من العمر 23 عاماً على إنهاء حياته، بإطلاق النار على نفسه بمنطقة "ركن فاروق" في حلوان (جنوبي القاهرة)، لمعاناته من أزمة مالية وحالة نفسية سيئة.
كما قررت فتح التحقيق في واقعة العثور على شاب، يبلغ من العمر 31 عاماً في الكيلو (2) بطريق الإسماعيلية، مصاباً بطعنة قاتلة، وملقى داخل كيس بلاستيكي على جانب أحد الشوارع الرئيسية، حيث نُقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى الحميات تحت تصرف النيابة.

المساهمون