استقبلت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، في وقت متأخر من مساء الخميس، أولى شحنات لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة (سينوفارم) الصينية بمطار القاهرة الدولي، قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، في حضور السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشانغ، والقائمة بأعمال السفير الإماراتي في القاهرة مريم الكعبي.
ووجهت زايد الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعوى حرصه على توفير لقاح فيروس كورونا للشعب المصري، قائلة إن "بلادها تشهد يوماً تاريخياً، كونها أول دولة أفريقية تحصل على لقاح فيروس كورونا".
وأشارت إلى أن "مصر استطاعت الحصول على أولى شحنات اللقاح الصيني بواقع 50 ألف جرعة، بدعم من شركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية".
وأظهرت نتائج اللقاح الصيني فعاليته بنسبة 86%، وهي نسبة ضئيلة بحسب مختصين. ويعمل اللقاح من خلال استخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي في الجسم إلى الفيروس، ويحتاج الشخص المصاب إلى جرعتين منه، يفصل بينهما 21 يوماً.
وأضافت زايد في مؤتمر صحافي عقدته بمطار القاهرة، أن "أزمة تفشي فيروس كورونا أظهرت تضامن الشعوب، واللقاح الصيني هو من نتاج التجارب الإكلينيكية عليه في مصر"، موجهة الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، والحكومة الصينية، لدعمهما الشعب المصري في الحصول على تلك اللقاحات.
وأجريت التجارب على اللقاح الصيني في مرحلته السريرية الثالثة في مصر خلال الشهرين الماضين على أكثر من 3 آلاف متطوع، من أصل 45 ألف متطوع شاركوا في التجربة في عدة دول. ومن المقرر البدء في تطعيم الفئات الأولى بالرعاية، والأطقم الطبية في مصر، لا سيما من العاملين في مستشفيات العزل.
استطاعت مصر الحصول على أولى شحنات اللقاح الصيني بواقع 50 ألف جرعة، بدعم من شركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية
وتابعت زايد أن اللقاح حصل على موافقة الطوارئ من منظمة الصحة العالمية، منوهة إلى أن الأولوية في توزيع اللقاح، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ستكون للأطقم الطبية العاملة في القطاع الصحي بمستشفيات العزل والصدر والحميات، بالإضافة إلى مرضى الأورام والفشل الكلوي، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وذكرت زايد أن "الشحنة هي الأولى ضمن عدة شحنات متتالية سيتم استقبالها تباعاً خلال الفترة القادمة"، لافتة إلى أن توفير اللقاح سيكون بالمجان وفقاً لتوجيهات الرئيس المصري. وأضافت أن "مصر تعاقدت مع التحالف الدولي للأمصال واللقاحات (جاڤي) للحصول على المزيد من اللقاحات". وزادت بقولها: "سوف يدشن موقع إلكتروني لحجز اللقاح للفئات المؤهلة، وإتاحة كافة التفاصيل الخاصة باللقاح عليه من خلال الخط الساخن 15335".
وأفاد بيان صادر عن وزارة الصحة المصرية، بأن السفير الصيني لدى القاهرة أشار إلى أهمية التواصل المستمر بين السيسي ونظيره الصيني شي جين بينغ، بهدف تعزيز سبل التعاون بين البلدين في التصدي لجائحة فيروس كورونا.
وكانت الصين قد بدأت في تطعيم بعض سكانها ضد فيروس كورونا بلقاح لم ينته من التجارب السريرية في المراحل المتأخرة، متجاهلة تحذيرات العلماء من أن يؤدي ذلك لمخاطر صحية كبيرة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في وقت سابق، إن إعلان مسؤولي الصحة في مدينة "جياشينغ" الصينية "يسلط الضوء على كيفية توسيع بكين من حملتها الجماعية للتطعيم، حتى قبل انتهاء الاختبارات الصارمة"، مشيرة إلى أن "الصينيين يقبلون على الحصول على لقاحات فيروس كورونا التي أنتجها بلدهم، رغم عدم إثبات سلامتها وفعاليتها".
وأضافت الصحيفة أن "اللقاحات الصينية كانت دائماً موضوع شك، بسبب سلسلة من فضائح الجودة التي تلاحقها".
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قررت هيئة الرقابة الصحية البرازيلية، المخولة بمراقبة سير التجارب ومنح التراخيص، إيقاف كافة تجارب اللقاح الصيني في البرازيل، مبررة قرارها بأن "حدثاً خطيراً" أبلغت به يستدعي المراجعة.