تراجعت وزارة التربية والتعليم المصرية عن قرار إجراء الامتحانات إلكترونياً، قبل ساعات من بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول للصفين الأول والثاني الثانوي؛ وقررت عقد جميع الامتحانات ورقياً اعتباراً من اليوم السبت، لامتحانات المواد التي لا تُضاف إلى المجموع، ومن السبت المقبل للمواد الدراسية الأساسية.
وادعت الوزارة أن قرار إجراء الامتحانات ورقياً يستهدف التيسير على التلاميذ، والوقوف على فهمهم لمخرجات التعلم، والتعرف إلى نوعية أسئلة التقييم الجديدة، مبينة أن امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي ستكون بنظام الكتاب المفتوح، مع منح التلميذ ورقة بها المفاهيم والقوانين الأساسية للاستعانة بها أثناء الامتحان؛ بديلاً عن الاستعانة بالكتاب المدرسي الورقي.
وعزت الوزارة قرارها إلى تجنب القلق والارتباك المُصاحب لقرار تقسيم الامتحانات بين الإلكترونية والورقية، وتفادي المشكلات التقنية الناجمة عن ضعف شبكة الإنترنت في العديد من المحافظات، وكذلك عدم تدريب تلاميذ الصف الأول الثانوي على الامتحانات الإلكترونية، مشيرة إلى أنه سيُسمح للتلاميذ باصطحاب جهاز "التابلت" أثناء الامتحان، للاستعانة بما عليه من مواد تعليمية ومحتوى رقمي.
ووفق القرار الجديد، يتولى مدير المدرسة تكليف المدرس الأول للمادة بوضع أسئلة الامتحان، مع الالتزام بالمواصفات الفنية المعدة من "المركز القومي للامتحانات"، وذلك بنسبة 70 في المائة بطريقة الاختيار من متعدد، و30 في المائة لأسئلة المقال، مع السماح بأن تكون الإجابة في نفس ورقة الأسئلة، أو أن تكون في ورقة منفصلة.
وقال وزير التربية والتعليم المصري، طارق شوقي، في رسالة صوتية عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، إنه "سيتم عقد امتحانات إلكترونية تجريبية للتلاميذ في الصفين الأول والثاني الثانوي خلال الفصل الدراسي الثاني، بهدف التدريب على أداء الامتحانات الإلكترونية قبيل دخول الصف الثالث".
وأكدت الوزارة أنه سيتم إعلان النتيجة بكل مدرسة في صورة تقديرات وليس أرقاماً، مع تشكيل لجنة للنظام والمراقبة بكل مدرسة لحساب النتائج النهائية، وإعلانها؛ وقبول الأعذار التي قد يتعرض لها التلميذ أثناء الامتحان طبقاً للقواعد المعمول بها.
ويتولي مديرو المدارس الثانوية في المحافظات المختلفة تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا بين التلاميذ أثناء سير امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي.
وشددت الوزارة على أن قرار عقد الامتحانات ورقياً لن يطبق على طلاب الثانوية العامة (الصف الثالث الثانوي)، والتي من المقرر إعلان تفاصيلها في مطلع الفصل الدراسي الثاني خلال شهر فبراير/ شباط المقبل.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تعهد شوقي بإجراء امتحانات الثانوية العامة إلكترونياً عن طريق "التابلت"، لكنه كان يتراجع عن قراره في اللحظات الأخيرة، ويعلن إجراء الامتحانات ورقياً؛ وهو ما دفع أولياء الأمور إلى تنظيم وقفات احتجاجية عدة أمام مقر الوزارة للمطالبة بإقالته من منصبه، وإعادة تصحيح امتحانات الثانوية، والتي نتج عنها انتحار 8 تلاميذ بمجرد إعلانها في العام الدراسي الماضي.
وأظهرت نتائج الثانوية العامة للسنة الدراسية الماضية تراجع نسبة النجاح إلى 76 في المائة في الشعبة العلمية، و70 في المائة في الشعبة الأدبية، مقارنة مع 81.5 في المائة في العام الدراسي السابق عليه؛ وأرجع خبراء التعليم ذلك إلى حالة التخبط التي عانى منها الطلاب قبيل إجراء الامتحانات، إثر تدريبهم على أداء الامتحانات إلكترونياً، ثم التراجع عن القرار قبل موعد الامتحانات بأيام.