أفادت منظمات حقوقية مصرية بتدهور الحالة الصحية لعائشة خيرت الشاطر، ابنة القيادي في "جماعة الإخوان المسلمين" خيرت الشاطر، في محبسها بسجن القناطر للنساء، إذ تعاني من مضاعفات صحية سلبية، كحدوث فشل في النخاع العظمي أدى إلى نقص حاد في خلايا الدم مثل الصفائح وكرات الدم الحمراء.
وكشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، أول أمس الأربعاء، معاناة الشاطر وطالبت بإخلاء سبيلها، فرغم تجاوزها مدة الحبس الاحتياطي المقررة بعامين في القانون المصري، إلا أنه لم يفرج عنها، كما قوبلت طلبات الإفراج الصحي عنها بالرفض.
وفي آخر جلسة محاكمة، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ قراراً بعرض عائشة على أطباء متخصصين في الدم والأورام.
وواجهت عائشة الشاطر العديد من الانتهاكات الخطيرة منذ اعتقالها في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، داخل مقر الأمن الوطني بالعباسية وفي سجن القناطر نساء، منها التعذيب البدني بالضرب والصعق بالكهرباء، والإيذاء النفسي وسوء المعاملة، ووضع غمامة على عينها بشكل شبه دائم، وتعريضها للإخفاء القسري لفترة وصلت إلى ثلاثة أسابيع، فضلاً عن منع أسرتها من زيارتها أو الاتصال بها أو التواصل معها بأي صورة منذ نقلها إلى سجن القناطر.
كذلك سجلت انتهاكات أخرى بحق الشاطر تتمثل في الإيداع بالحبس الانفرادي لمدة تجاوزت عاماً كاملاً، وإجبارها على ارتداء ملابس خفيفة في فصل الشتاء داخل زنزانة منعدمة التدفئة، والتفتيش غير المبرر لزنزانتها وتجريدها من متعلقاتها الشخصية البسيطة، والحرمان من الرعاية الصحية المناسبة لوضعها الصحي، ووضع أساور حديدية "كلبش" في يديها طوال فترة وجودها الطبي داخل مستشفى القصر العيني.
وفي آخر جلسة محاكمة، قالت عائشة الشاطر للقاضي "يتم التنكيل بي بسبب الخصومة السياسية مع والدي. أنا محرومة من حريتي والحق في العلاج بطريقه مناسبة.. أنا دخلت إلى السجن سليمة والآن مصابة بمشكلة في النخاع الشوكي وهذا أيضاً لم يشفع لي".
عُقدت في 15 مايو/ أيار الماضي، في مقر محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بمعهد أمناء الشرطة بمجمع سجون طرة، جلسة محكمة عائشة الشاطر وعدد من المتهمين القضية 1552 لسنة 2018 حصر أمن الدولة.
حضرت الشاطر جلسة المحاكمة الأخيرة وبدا عليها التعب، وظهرت عليها علامات الإعياء الشديد، إذ اشتكت للقاضي محمد سعيد الشربيني من حبسها رغم تدهور حالتها الصحية واحتياجها إلى رعاية صحية سليمة في المكان المناسب والذي لا يتوفر داخل مستشفى سجن النساء بالقناطر.
وأوضحت الشاطر، خلال إفادتها أمام القاضي أنها جاءت رفقة هدى عبد المنعم في سيارة إسعاف غير نظيفة ورائحتها كريهة ولا تصلح لنقل إنسان سليم، فضلاً عن شخص في ظروفها المرضية، وطالبت القاضي بمعاينة السيارة للتحقق من ذلك.
وفي السياق ذاته، تحدث زوجها المحامي محمد أبو هريرة، المحبوس في سجن العقرب شديد الحراسة 2، ووجه كلمة للقاضي، قائلاً: "أرجو من الهيئة الموقره تفهم الظروف الصحية والنفسية لزوجتي التي ظلت في التأديب 9 أشهر وأصيبت نتيجة سوء أوضاع الحجز بمشكلة في النخاع الشوكي، وأمضت أكثر من سنتين ونصف في مستشفى السجن ولا يرجى شفاؤها في القريب العاجل، والشفاء بيد الله".
يذكر أنّ تقارير الطب الشرعي التي كانت أمام القاضي تؤكد إصابتها بالنخاع الشوكي، إضافة إلى تقرير مستشفى المنيل الجامعي الذي أكد التشخيص مرة أخرى.