تلقّت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان معلومات عن دخول عدد من معتقلي سجن ليمان المنيا فى إضراب مفتوح عن الطعام نتيجة الانتهاكات العديدة في حقّهم، والتي شملت التعدي بالضرب والمنع من التريّض والحبس الانفرادي.
وقد أطلق عدد من أهالي المعتقلين في مصر استغاثات على خلفية تعرّض هؤلاء إلى انتهاكات جسيمة بدأت بعد اعتداء ضباط السجن بوحشية على أحد المعتقلين وإنزاله إلى التأديب (الحبس الانفرادي)، وهو ما دفع مجموعة من المعتقلين إلى التضامن معه والدخول في إضراب عن الطعام، فتمّ التنكيل بهم جميعاً والاعتداء عليهم من قبل الحرّاس والمخبرين، الأمر الذي تسبّب في تعرّض عدد كبير منهم إلى إصابات متنوعة، وذلك بالتزامن مع حرمان إدارة السجن المعتقلين من حقّهم في التريض والحصول على العلاج.
ودانت الشبكة المصرية ما تمارسه السلطات الأمنية في سجن ليمان المنيا، وسط غياب تام لأدوات الرقابة والمحاسبة، واستمرار جرائم التعذيب التي تُرتكب في حقّ المعتقلين. وطالبت الشبكة النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي بالتدخّل لوقف كلّ أشكال التعذيب والانتهاكات، وفتح تحقيق عاجل وشفّاف في تلك الأحداث، وإحالة المسؤولين عنها إلى محاكمات عاجلة. كذلك طالبت السلطات المصرية بالإقلاع عن مختلف الممارسات القمعية في حقّ المعتقلين والتي دأبت عليها في السنوات الماضية.
وفي سياق متصل، وردت إلى مركز الشهاب لحقوق الإنسان شكاوى من اعتداءات بدنية وحشية على نحو عشرين سياسياً مسجونين في ليمان المنيا، وذلك بعد نقلهم إلى "التشريفة". كذلك تلقّى المركز شكوى حول خطورة حالة المسجون نادر مصطفى الجمل من محافظة الشرقية، بسبب ما تعرّض إليه من ضرب في السجن.
ويقع سجن ليمان المنيا على طريق مصر أسوان - المنيا، علماً أنّ قراراً يحمل رقم 874 لسنة 2014 نصّ على إنشاء عدد من السجون في محافظة المنيا. ويتضمّن القرار إنشاء سجنَين، الأوّل "سجن ليمان المنيا" الذي يوضع فيه الرجال المحكوم عليهم بعقوبتَي المؤبّد والسجن المشدّد، والثاني "سجن شديد الحراسة المنيا" وهو سجن عمومي.
وبحسب شهادات محتجزين سابقين أدلوا بها للجبهة المصرية لحقوق الإنسان، فإنّ النزلاء يعانون من اكتظاظ الزنازين، في حين أنّ التريّض يتفاوت بحسب سياسة إدارة السجن، فقد يكون نصف ساعة أو ساعة واحدة أو ساعتَين اثنتَين. ومع تغيير هيكل إدارة السجن في إحدى المرّات، مُنع التريّض ومُنع الخروج كلياً من الزنازين لمدّة سنة كاملة. بعد ذلك، صار التريّض مرّة واحدة في الأسبوع لمدّة ساعة واحدة، ثمّ صار مرّتَين أو ثلاث مرّات في الأسبوع. لكن من يأتي إلى السجن بغرض "التغريب"، فإنّه يُمنع كلياً من الخروج للتريّض.
وتصف رسالة بعثت بها مجموعة من المعتقلين في السجن بأنّ زنزانة التأديب غير إنسانية، ولا تتوفّر فيها دورة مياه فيُضطرون إلى قضاء حاجتهم بطرق تهدّد وضعهم الصحي. وقد أوضح محتجز سابق للجبهة المصرية أنّ الوضع في السجن الأوّل لا يختلف كثيراً عن الوضع في السجن الثاني، لأنّ الإدارة تنتهج سياسة التعنّت وممارسة الانتهاكات والاعتداءات الجسدية في حقّ السجناء وتنكّل بهم في السجنَين.