لقي تسعة مصريين مصرعهم، وأصيب أربعة آخرون بإصابات خطيرة، الخميس، إثر اشتعال سيارة أجرة (ميكروباص) تعمل بالغاز الطبيعي، كانت تُقلّهم أعلى الطريق الدائري الأوسطي، الذي بات يُعرف في مصر بـ"طريق الموت"، نظراً لتكرار حوادث السير على الطريق المنفذ بواسطة الهيئة الهندسية للجيش، نتيجة وجود عيوب فنية تتمثل في حجب زاوية الرؤية في العديد من منحنياته.
وفي التفاصيل، تعرضت سيارة الأجرة للاشتعال فور اصطدام سيارة نقل (مقطورة) بها من الخلف، في الساعات الأولى من صباح اليوم، في نطاق مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، ما تسبب في انفجار أسطوانة الغاز داخل السيارة، ووفاة وإصابة جميع الركاب بها.
ونقلت سيارات الإسعاف جثامين المتوفين والمصابين إلى مستشفى أكتوبر المركزي، تحت تصرّف النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وأمرت بالتحفظ على السيارة وفحصها من قبل خبير فني بالإدارة العامة للمرور والأدلة الجنائية، لتبيان الأسباب وراء الحادث.
وصرحت النيابة بدفن جثامين الضحايا التسعة، وجميعهم من المقيمين في مساكن أبناء الجيزة الشعبية بمدينة أكتوبر، بعد ورود تحريات الشرطة التي أكدت عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث، فيما تكثف الأخيرة من جهودها لضبط سائق سيارة النقل الذي سارع بالهرب عقب وقوع الحادث.
وعلى الرغم من توسع الحكومة المصرية في إنشاء الطرقات والجسور المرورية في الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يقلل من نسب حوادث السير التي تحصد سنوياً أرواح نحو سبعة آلاف شخص، بحسب بيانات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ويرى مختصون أن التسرع في إنشاء الطرقات من دون التأكد من مراعاة المقاييس الفنية الضرورية، والمتمثلة في تصميم الطرقات والخامات المستخدمة، يؤدي بطبيعة الحال إلى وقوع حوادث سير. أمر كانت النيابة المصرية قد أكدته حين أشارت إلى تكرار وقوع الحوادث المرورية على الطريق الدائري الأوسطي، وتلقيها سابقاً إخطارات نتيجة حجب زاوية الرؤية في جزء من الطريق.
وتفقّد الرئيس عبد الفتاح السيسي الطريق الدائري الأوسطي أكثر من مرة، خلال العامين الماضيين، الذي يربط ما بين مدن شرق وغرب القاهرة من طريق بلبيس الإسماعيلية الزراعي شرقاً، إلى محور الضبعة غرباً، بطول 156 كيلومتراً، وعرض 16 حارة مرورية، بواقع 8 حارات لكل اتجاه.
وشهد "الطريق الأوسطي" ثمانية حوادث دامية على أقل التقديرات في عام 2022، كان آخرها تفحّم شخصين إثر اشتعال النيران في سيارة نقل أعلى الطريق، عقب انقلابها، في حادث تصادم شمل عشر سيارات بنطاق مدينة حلوان، جنوبي القاهرة. وهو المكان نفسه الذي وقع فيه حادث تهشّم واحتراق أربعة عشر سيارة قبل أشهر قليلة، وأسفر عن وفاة مهندس شاب، وإصابة ثمانية آخرين بإصابات خطيرة.