مصرع شخص في حرائق غابات تجتاح شمال المغرب... وجهود فرق الإطفاء متواصلة

15 يوليو 2022
تعمل الطائرات المتخصصة على التطويق التام والنهائي للحرائق (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات المغربية، الجمعة، مصرع شخص في حرائق الغابات التي تجتاح شمال البلاد منذ أول من أمس الأربعاء، في وقت تسابق فرق الإطفاء والإنقاذ الزمن من أجل احتواء النيران والحيلولة دون انتقالها إلى التجمعات السكنية المجاورة.

وأفادت السلطات المحلية بمحافظة العرائش (شمال غربي المغرب)، صباح الجمعة، بالعثور على جثة شخص تحمل آثار حروق متعددة، في حين تم تأمين نقل 1100 أسرة من مساكنها انطلاقا من 15 دواراً (ريفاً) متواجدة بالقرب من أماكن الحرائق، حفاظا على سلامة السكان ودرءاً لكافة المخاطر.

بدورها، أعلنت نائبة في البرلمان المغربي وفاة مواطن مساء الخميس، جراء حرائق الغابات المشتعلة منذ ثلاثة أيام شمالي البلاد، وفقاً لما ذكرته وكالة "الأناضول".

وقالت البرلمانية زينب السيمو، عن حزب التجمع الوطني للأحرار (قائد الائتلاف الحكومي)، عبر "فيسبوك"، إن "رجلا توفي بدوار (ريف) املال (تابع لإقليم العرائش) جراء النيران المشتعلة هناك".

ونشرت السيمو صورا ومقاطع فيديو تبين الحرائق المنتشرة في ريف املال.

السيطرة على حريق غابة "المبيكا"

هذا وتمكنت السلطات، وفق بيان أصدرته وزارة الداخلية المغربية، من السيطرة على الحريق المسجل بغابة "المبيكا" بمدينة العرائش، وتطويق الحريق الذي تعرفه غابة "الساحل المنزلة" بجماعة الساحل.

بالمقابل، تم تسجيل ارتفاع المساحة التي طاولتها النيران إلى ما يناهز 900 هكتار، مع انتقال النيران إلى بعض المساكن.

الصورة
جهود مستمرة لإخماد النيران (فاضل سينا/فرانس برس)

خسائر كبيرة

ومنذ أول من أمس الأربعاء، طاولت الحرائق مدن وزان والعرائش والقصر الكبير (شمال) ومدينة تازة (شرق)، ما أسفر عن خسائر كبيرة في الغطاء النباتي والحيوانات والممتلكات، في حين ما زالت فرق الإطفاء والجيش المغربي والدرك الملكي والسلطات المحلية إلى جانب متطوعين، لليوم الثالث على التوالي، تسابق الزمن من أجل إخماد الحرائق مستعينة بطائرات "كنادير" المتخصصة في إطفاء الحرائق وبـ 4 طائرات "توربوتراش" تابعة للدرك الملكي وبآليات إطفاء وشاحنات صهريجية وسيارات إسعاف.

في هذه الأثناء، أفادت مصادر محلية بإقليم وزان بأن الجهود متواصلة من أجل السيطرة على الحريق الغابوي المندلع على مستوى جماعتي زومي ومقريصات، إذ تم تعزيز الموارد البشرية وآليات التدخل الأرضي والجوي من أجل احتواء النيران والحيلولة دون انتقالها إلى التجمعات السكنية المجاورة.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد تم إلى غاية صباح الجمعة تسجيل ارتفاع المساحة الغابوية التي أتت عليها النيران إلى ما يقرب من 220 هكتاراً من الغطاء الغابوي.

الصورة
أضرار من الحرائق (فاضل سينا/فرانس برس)

الصورة
حرائق مشتعلة منذ 3 أيام (فاضل سينا/فرانس برس)

حرائق مفتعلة؟

إلى ذلك، قال رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان (مستقل) عبد الإله الخضري، لـ"العربي الجديد"، إن "أسباب الحريق تبقى إلى حد الساعة مجهولة، لكن لا يمكن استبعاد الفعل الجرمي المتمثل في تعمد افتعال الحريق، وإن كان يرجح أثر ارتفاع درجة الحرارة على وقوع الحادثة".

وبينما طالب رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق في أسباب نشوب الحريق، قال مدير المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية (حكومي) فؤاد العسالي، في تصريح لوكالة المغرب الرسمية، إن الرياح الشرقية وارتفاع درجة الحرارة، لا سيما بمحافظتي العرائش ووزان، ساهمت في تعقيد مهمة فرق التدخل، مشيرا إلى أن الحرائق طاولت أكثر من ألف هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع).

ويتعرض المغرب، حاليا، لموجة حر شديدة، حيث شهد العديد من المناطق بدءا من الإثنين الماضي، ارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت وتراوحت ما بين 40 و48 درجة مئوية، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع في بعض المناطق حتى نهاية الأسبوع.

وعزا مسؤول التواصل في مديرية الأرصاد الجوية، الحسين بوعابد، في حديث سابق مع "العربي الجديد"، الارتفاع المسجل في درجات الحرارة إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى نحو جنوب، وسط شمال البلاد وشرقها، والمعروفة بظاهرة "الشرگي"، والتي جاءت نتيجة نشاط المنخفض الصحراوي، الذي يوجه رياحاً جنوبية شرقية تعمل على صعود كتل هوائية ساخنة تزيد من درجات الحرارة لأكثر من 5 إلى 12 درجة.

وكان المغرب قد سجل السنة الماضية درجات حرارة قياسية هي الأعلى منذ عام 1925، تراوحت بين 46 و49.3 درجة بالمحافظات الوسطى والجنوبية، وفق المديرية العامة للأرصاد الجوية.

 

ويشهد المغرب سنويا حرائق بالغابات التي تغطي نحو 12 بالمائة من المساحة الإجمالية للبلاد، وكذلك واحات النخيل بالجنوب الشرقي.

وسجل المغرب منذ بداية السنة الجارية وإلى حدود الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، ما يناهز 165 حريقا على المستوى الوطني، فيما تقدر المساحة المتضررة من هذه الحرائق بحوالي 1800 هكتار، وفق بيانات رسمية.

 

المساهمون