قضى خمسة مهاجرين، فجر اليوم الأحد، بالقرب من شاطئ بلدة ويميرو شمالي فرنسا، في أثناء محاولتهم الوصول إلى قارب في بحر المانش من أجل العبور نحو بريطانيا، فيما المياه شديدة البرودة. وتُعَدّ هذه الحادثة التي تطاول الهجرة غير النظامية المأساة الأولى من نوعها عند الساحل الفرنسي في عام 2024.
وبعدما أفادت إدارة البحرية الفرنسية وكالة فرانس برس بأنّ "أربعة مهاجرين توفوا، فيما نُقل مهاجر واحد في حالة طوارئ قصوى إلى مستشفى بولونيي سور مير"، عُثر في وقت لاحق على جثة مهاجر بالقرب من شاطئ في ويميرو الواقعة بإقليم با دو كاليه.
وأوضحت الإدارة أنّ الحادثة وقعت نحو الساعة الثانية فجراً، مضيفة أنّ "أشخاصاً واجهوا صعوبات في الوصول إلى قارب الهجرة بعد مغادرته الشاطئ" ليشقّ طريقه في بحر المانش وصولاً إلى الساحل الإنكليزي. وتابعت أنّ عناصر إنفاذ القانون على الأرض "رصدوا إبحار القارب فيما كان الأشخاص، الذين يواجهون صعوبات، في المياه"، مشيرة إلى أنّ "العدد الأكبر من الذين غرقوا انتشلته قوات حفظ النظام في الموقع".
وأكملت إدارة البحرية الفرنسية أنّ قاطرة التدخّل "أبيي نورماندي"، التي كانت "تقوم بدورية في المنطقة، أطلقت قاربها لإنقاذ الغرقى (...) وعندها عثر الطاقم على أشخاص فاقدي الوعي في المياه".
ونُقل الناجون إلى ملجأ للمهاجرين في مدينة كاليه القريبة، بحسب ما سجّل مراسل وكالة فرانس برس.
Décès de 5 migrants et 1 personne en urgence absolue à proximité de la plage de Wimereux (62). De nombreux moyens ont été engagés et coordonnés par le@CROSSGrisNez. @Prefet62 @SGMer
— Préfecture maritime Manche et mer du Nord (@premarmanche) January 14, 2024
▶ https://t.co/Ms72ccNjn3 pic.twitter.com/2xrBES06Kz
تسابق على ركوب القوارب وعبور المانش
وقالت مسؤولة عن استقبال المهاجرين، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لوكالة فرانس برس، إنّ نحو 70 مهاجراً نُقلوا إلى الملجأ عند الساعة الثالثة فجراً تقريباً، من بينهم أفراد "عائلات بأكملها مع أطفال"، مشيرة إلى أنّ ثمّة أطفالاً صغاراً كذلك.
أضافت أنّ "بعض الناجين لم يبقوا وأخبرونا أنّهم يريدون التوجّه إلى محطة دونكيرك لبلوغ مركز إيواء في أرمنتيير"، على بعد نحو 100 كيلومتر.
من جهته، أوضح رئيس جمعية "سلام" جان كلود لونوار أنّ الصعود على متن قوارب في البحر هي "أصعب لحظة بالنسبة إلى المهاجرين حالياً، إذ تبلغ حرارة المياه 10 درجات مئوية"، مضيفاً: "سرعان ما يصير هؤلاء ضحايا من جرّاء انخفاض حرارة الجسم أو الغرق".
وتابع لونوار أنّ عمليات ركوب تلك لقوارب "تشهد في أحيان كثيرة تسابقاً محموماً، في ظلّ رغبة المهاجرين في ذلك بأيّ ثمن، خشية أن تعتقلهم الشرطة إن تخلّفوا".
يُذكر أنّ 12 مهاجراً قضوا في عام 2023 في أثناء محاولتهم عبور بحر المانش في قوارب الهجرة غير النظامية، وفقاً لإدارة البحرية الفرنسية.
وكانت حادثة سابقة قد سُجّلت في 15 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما قضى مهاجران في يوم واحد، خلال محاولتَي عبور منفصلتَين.
وفي 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لقي رجل وامرأة حتفهما عندما غرق قاربهما، قبل اكتشاف جثة ثالثة على الشاطئ في با دو كاليه بعد أيام قليلة.
وقبلها، في 12 أغسطس/ آب الماضي، قضى ستة أفغان في حادث غرق قارب، وهي أعلى حصيلة في مضيق با دو كاليه منذ مصرع 27 مهاجراً على أقلّ تقدير في حادثة أواخر عام 2021.
اتفاق فرنسي-بريطاني حول هجرة المانش
منذ تسعينيات القرن الماضي، يحتشد في خيام وملاجئ مؤقتة في مدينتَي كاليه ودونكيرك الساحليتَين مئات المهاجرين الساعين إلى العبور إلى بريطانيا عبر الاختباء في شاحنات أو على متن قوارب.
وفي عام 2023، وصل 29,437 مهاجراً إلى الساحل الإنكليزي بطريقة غير نظامية، مقارنة بـ45,774 مهاجراً في عام 2022، وفقاً لوزارة الداخلية البريطانية. لكنّ حصيلة عام 2023 هي ثاني أعلى حصيلة مسجّلة على الإطلاق، وهي أعلى من تلك المسجّلة في عام 2021 مع 28,526 مهاجراً.
يُذكر أنّ نحو 20% من المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإنكليزية في عام 2023 هم أفغان، يليهم الإيرانيون مع 12%، والأتراك مع 11%، والإريتريون والعراقيون مع 9% لكلّ فئة منهما.
وفي مارس/ آذار 2023، توصّلت لندن وباريس إلى اتفاق ينصّ على مساهمة بريطانيا بأكثر من 500 مليون يورو (نحو 548 مليون دولار أميركي) على مدى ثلاثة أعوام، لتعزيز مراقبة الشواطئ الفرنسية ومكافحة عصابات التهريب.
(فرانس برس)