كان مسعود يوسف محمد أبو يوسف قد افتتح ورشته لسكب المعادن في حي الهلالية بمدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية عام 1975. ومنذ ذلك الوقت، اعتاد التعامل مع النار بتروٍ وحذر، فالخطأ قد يكون كارثياً وعواقبه وخيمة، كما يقول لـ "العربي الجديد".
في الوقت الحالي، أتقن أبو يوسف المهنة، علماً أنه الوحيد الذي يزاولها في المنطقة. ويقول: "بعد اندلاع الحرب في سورية عام 2012، كنت الوحيد في منطقة الجزيرة الذي يعمل في سكب المعادن. أذيب النحاس والألومنيوم. كما أعمل في صناعة أغطية الفوهات المطرية وفوهات الصرف الصحي، وقطع غيار الجرارات وبكرات المولدات والتعشيقات. أي قطعة تكون مفقودة في السوق نقوم بصناعتها هنا على أيدينا عن طريق السبك".
يضيف أبو يوسف: "كما أعمل في تصنيع أدوات الحراثة الخاصة بالمزارعين، وخصوصاً تلك التي تكون مفقودة في السوق". من جهة أخرى، يتحدّث عن بعض الصعوبات في المهنة، منها تأمين المواد بصعوبة وتوفير مادة المازوت على الرغم من كوننا مرخصين". ويقول: "نحتاج إلى كميات كبيرة من المازوت. مثلاً، نحتاج في الشهر إلى 6000 ليتر، ويتم تصريف فقط 3000 ليتر، وهذا الأمر يشكل صعوبة لدينا. وأنا بحاجة إلى العمل كونه لدي العديد من العمال وهناك عائلات تعيش من هذا العمل".
من جهة أخرى، يشير إلى صعوبة تأمين المواد المستوردة من الخارج. لكن البيع يتم بالعملة السورية، وهذا الأمر يعود بالخسارة لأن أسعار الدولار غير مستقرة. يتابع: "بالنسبة للمواد الأولية مثل الرمل فهي غير موجودة كما في السابق. كنا نحصل عليها من ريف الشام، أما الآن فهي غير موجودة ونحصل على الرمل من المقالع الموجودة في المنطقة ونقوم بمعالجته لكي يصلح للعمل، وكذلك المواد التي تتم عن طريقها معالجة الرمل والمعادن، إذ تستورد من الخارج وتباع أيضاً بالدولار، ومنها مادة بانتونايت وكذلك الغرافيت والسليكون والبركازة والقرميد والتراب الناري وغيرها من المواد، وتدخل مناطقنا عن طريق حلب منبج والشحن أصبح مكلفاً جداً ونحتاج إلى أيام وأشهر حتى تصل إلينا".
ولدى سؤاله عن المواد التي تدخل في الصناعة، يوضح أبو يوسف: "المواد التي نقوم بصهرها هي خردة محلية نحصل عليها عن طريق الباعة الجوالين الذين يقومون بجمع قطع المحركات التي تحتوي على الألومنيوم والنحاس وغيرهما".
وهناك إقبال على القطع المصنعة في ورشة أبو يوسف، يقول: "هناك إقبال من قبل الأهالي كونها مفقودة في السوق وأسعارها أقل كلفة من القطع الأوروبية، وتصل إلى ما يقارب نصف حقها الأصلي لكن هذه الصناعة خطيرة جداً كوننا نتعامل مع النار".