مسعفو الهلال الأحمر الفلسطيني أبطال مخيم عين الحلوة

02 اغسطس 2023
مسعفو الهلال الأحمر الفلسطيني مدربون على الطوارئ (العربي الجديد)
+ الخط -

تقدم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خدماتها الصحية داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، كما يقدم "مستشفى الهمشري" التابع للجمعية خدماتها لجميع الأشخاص على اختلاف جنسياتهم في كل منطقة صيدا، وتواصل الطواقم نقل وعلاج المصابين من جراء الاشتباكات التي بدأت الأحد الماضي في المخيم.
يقول مدير مستشفى الهمشري، رياض أبو العينين: "منذ اندلاع الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، قررنا توزيع خمس سيارات إسعاف في محاور الاشتباكات لنقل المصابين لتلقي العلاج في المستشفى، وإجلاء العالقين في أماكن الاشتباكات إلى مناطق آمنة. وصل إلى المستشفى 44 جريحاً مدنيّاً وعسكريّاً، منهم مصابون إصابات متوسطة وخفيفة، وبعض الحالات الحرجة التي خضعت لجراحات فورية، وكان بين الحالات إصابات مباشرة في الرأس والصدر، وتم تحويلها إلى مستشفى آخر في مدينة صيدا بسبب خطورة الحالات".
يضيف أبو العينين: "مستشفى الهمشري يقدم العلاج مجانا للجميع، وكوادر المستشفى لديهم الجهوزية التامة، والمسعفون مدربون على التعامل مع الإصابات المختلفة، لكننا نواجه ضغطاً كبيراً في العمل عند وصول عدد كبير من الإصابات في وقت واحد، فبين الحين والآخر يصل خمسة إلى عشرة مصابين دفعة واحدة، لكن طواقمنا الطبية تواصل التعامل مع الجميع. هناك إصابات بين المدنيين، لكن العدد الأكبر من الإصابات بين العسكريين، وهي إصابات مباشرة، وبعضها بسبب قذائف صاروخية. قسم الطوارئ يتعامل مع كل الحالات، وكل إصابة تصل إلى المستشفى يتم التعامل معها وفق ما تحتاجه، ويتم إخراج من لا تحتاج أوضاعهم الصحية البقاء حتى لا يتكاثر عدد الجرحى في المستشفى، ولإتاحة المجال لاستقبال حالات أخرى".
ويقول مدير التمريض في مستشفى الهمشري، يونس ياسين: "لدينا برنامج طوارئ جاهز للأحداث والصراعات، وطواقمنا الطبية والإسعافية والتمريضية موجودة على الأرض، وفرق الإسعاف موزعة داخل المخيم، والسيارات وطواقمها تعمل على مدار 24 ساعة، كما أن سيارات الإسعاف الموجودة أمام المستشفى جاهزة دوماً. لدينا ثماني سيارات إسعاف في المخيم، ولدينا سيارتان أخريان للطوارئ في المستشفى، وطواقم التمريض في حالة استنفار، وهم متواجدون في غرف العمليات وأقسام الجراحة، وقسم الطوارئ كذلك. الفريق الطبي الموجود في المخيم تابع لقسم الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهناك ممرضون ومسعفون ومتطوعون يعملون في المستشفى وفق برامج دوامات".

الصورة
مسعفون في الهلال الأحمر الفلسطيني (العربي الجديد)
مسعفون في الهلال الأحمر الفلسطيني (العربي الجديد)

وحول الصعوبات التي يواجهها المسعفون، يوضح ياسين: "الصعوبة الأكبر هي إجلاء الجرحى من منطقة الاشتباكات، وعند الوصول إلى قسم الطوارئ تكون هناك صعوبات في التعامل مع أهل المصابين، خاصة إذا كانت الإصابة حرجة. أفراد وحدة الإسعاف والطوارئ مدربون على التعامل مع الأحداث الطارئة، ومع ذلك يكونون عادة داخل دائرة الخطر أثناء نقل المصاب، لكن المسعف مجهز بلباس وقائي كامل، ويكون على تواصل مباشر مع المستشفى، بالإضافة إلى تنسيق آلية نقل الجرحى حتى لا يكون الأمر عشوائيّاً. رغم كل ذلك، يظل المسعف في دائرة الخطر".

الصورة
يملك مستشفى الهمشري 10 سيارات إسعاف (العربي الجديد)
يملك مستشفى الهمشري 10 سيارات إسعاف (العربي الجديد)

ويقول المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، موسى أبو طربوش (19 سنة): "أعمل كمستجيب أول ميداني، وقد تدربت على عمليات الإخلاء، وفي هذه الاشتباكات أشارك في نقل المصابين إلى المستشفى، وعددنا كاف لممارسة تلك المهمة. من الصعوبات التي تواجهنا التعرض لإطلاق النار، ونؤمن أنفسنا بالطبع حتى نستطيع تأمين حياة المصاب، ونقله إلى سيارة الإسعاف، والخروج من المخيم، لكننا لا نغادر المخيم إذا كان إطلاق النار متواصلا، بل نعمل على تقديم العلاج المتوفر للمصاب، وخصوصاً وقف النزيف، والحفاظ على حالته مستقرة حتى نستطيع الوصول إلى المستشفى. أحياناً نتعرض أثناء عملنا للرصاص الطائش، فنبتعد عن المكان، وكلنا نضع خوذة الرأس، ونرتدي الدرع الواقية. مهنتنا إنسانية، ونقوم بها لخدمة لشعبنا".

وتقول الممرضة، نور الهدى قاسم عثمان: "نعمل على معالجة المصاب قدر المستطاع، والحالات الحرجة نرسلها إلى أحد مستشفيات المدينة. الرصاص والقذائف أبرز التحديات التي تواجهنا، فالمستشفى قريب من المخيم، وعندما نسمع الأصوات نشعر بالخوف من إصابتنا عن طريق الخطأ، ومن بين الضغوط تزاحم أهل المصاب، ما يؤدي إلى ارتباك في العمل، وبعض الأهل يتهموننا في حال موت ذويهم، رغم أن المصاب يكون قد وصل إلى المستشفى ميتاً، لكن الأهل لا يصدقون ذلك".

المساهمون