مستشفيات صفاقس التونسية تكتظ بجثث المهاجرين.. ومطالبات بحلول

25 ابريل 2023
مخاطر كبيرة من انتشار الأمراض والأوبئة الناجمة عن الجثث المتحللة (حمدي زغدان/فرانس برس)
+ الخط -

تدقّ منظمات مدنية بمحافظة صفاقس جنوبي تونس ناقوس الخطر من كارثة صحية، جراء تكدّس جثث المهاجرين المتحللة في مستشفيات المدينة، مطالبة بحلول قانونية سريعة تنهي أزمة دفن مجهولي الهوية منهم.

وخلال اليومين الماضيين، انتشلت 58 جثة لمهاجرين من جنسيات مختلفة كانوا يحاولون الوصول إلى السواحل الإيطالية قبل أن تتعطل مراكبهم وتغرق مُخلّفة حصيلة كبيرة من الضحايا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحرس التونسي، حسام الدين الجبابلي، إنّ "الحصيلة الحالية للجثث التي جرى رفعها تقدر بـ58 جثة تم انتشالها من سواحل محافظتي صفاقس والمهدية"، مؤكدا أن عددا من هذه الجثث وصل إلى مرحلة التحلل.

وأوضح الجبابلي، لـ"العربي الجديد"، أن كل الجثث التي انتشلتها وحدات الدفاع المدني تودع في المشارح التابعة لمستشفيات محافظات صفاقس والمهدية وقرقنة، من أجل إتمام الإجراءات القانونية اللازمة بعملية التشريح والمعاينة.

ويأتي هذا وسط ارتفاع أصوات منظمات مدنية في محافظة صفاقس عن الخطر الصحي والبيئي جراء تكدس الجثث بالمستشفيات مع تجاوز الثلاجات القدرة الاستيعابية.

وذكرت وسائل إعلام محلية وجود ما يزيد عن 150 جثة في قسم الأموات الخاص بمستشفى الحبيب بورقيبة في صفاقس بينما لا تتجاوز طاقته الاستيعابية الـ35 جثة.

في المقابل، أكّد عضو الرابطة التونسية لحقوق الإنسان فرع صفاقس الشمالية، حمّة حمادي، أن مستشفيي الهادي شاكر والحبيب بورقيبة يعانيان من تكدس الجثث التي تفيض بها المؤسسات الصحية وسط مخاطر كبيرة من انتشار الأمراض والأوبئة الناجمة عن الجثث المتحللة.

وأفاد حمادي لـ"العربي الجديد" بأنّ الخطر الصحي يُهدّد الطواقم الطبية والمرضى في المستشفيات التي لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من جثث المهاجرين، بينما تلفظ الشواطئ يوميا جثثا متحللة لمهاجرين مجهولي الهوية.

وانتقد المتحدث "عجز السلطات المحلية على استيعاب الأزمة الحالية وتوفير قطعة أرضية في ملكية الدولة يتم تحويلها إلى مقبرة للمهاجرين تحفظ كرامتهم وتمنع الكارثة البيئية". وقال إنّ "المجتمع المدني طرح العديد من الحلول السريعة والعملية لأزمة تكدس الجثث، غير أن السلطات المحلية تواصل تغييبه في القضايا التي تهم الشأن العام" .

ولمّح عضو الرابطة إلى التخلّص من جثث لمهاجرين بطرق غير قانونية في مناسبات سابقة، مشيرا إلى أن "أزمة تكدس الجثث بالمستشفيات ليست جديدة"، مُرجّحا تصاعدها مع ارتفاع نسق الهجرة غير النظامية الذي بلغ مستويات قياسية خلال الفترة الماضية.

ويوم الأحد الماضي أعلنت وحدات الحرس البحري إحباط 39 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة باتجاه إيطاليا يشارك فيها أكثر من 770 مهاجراً، وانتشال 30 جثة. كما أعلنت الإثنين عن إحباط الوحدات البحرية للحرس 12 عملية هجرة غير نظامية وانتشال 28 جثة.

في ظل هذا الوضع الصعب، تطالب المنظمات المدنية بإيجاد حلول سريعة لمسألة دفن المهاجرين الذين يتم انتشالهم من البحر، تجنّبا لكارثة بيئية قد ينتج عنها انتشار الكوليرا أو أمراض أخرى، وتقترح تخصيص قطعة أرض لإقامة مقابر جماعية للمهاجرين لحفظ الجثث وتجنّب تركها في الثلاجات داخل المستشفيات لمدة طويلة.

ويطرح دفن جثث المهاجرين في تونس إشكاليات كبيرة، بسبب غياب إطار قانوني يحدد مسؤوليات الهياكل الرسمية إزاء قضايا الهجرة، بينما ترفض البلديات تحمّل كلفة الدفن في ظل تراجع دور المنظمات الدولية الراعية لشؤون المهاجرين نتيجة الصعوبات المالية التي تعيشها.

المساهمون