مسؤول أممي يحث على تجديد تفويض تقديم المساعدات لسورية عبر الحدود

20 مايو 2022
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث (مايكل سانتياغو/Getty)
+ الخط -

حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية وحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن على التجديد لتفويض الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية العابرة للحدود، والذي ينتهي مطلع تموز/ يوليو المقبل.

وعلى الرغم من تعبيره عن الامتنان لتعهدات المانحين في مؤتمر بروكسل والمتعلقة بتقديم المساعدات الإنسانية وتمويل برامج التعافي المبكر، والتي وصلت إلى 6.7 مليارات دولار، لكنه أكد في الوقت ذاته أنها تمثل أقل من خمسين بالمئة من إجمالي التمويل المطلوب للعام الحالي لكل من خطة الاستجابة الإنسانية واللجوء، وجاءت تصريحات غريفيث خلال إحاطة دورية له أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سورية.

وحول انعكاس النقص في التمويل على عمل المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، قال غريفيث "الافتقار إلى التمويل الكافي سيعني اضطرارنا للاختيار بين الأولويات في استجابتنا واتخاذ خيارات صعبة. وقد أنذر برنامج الأغذية العالمي أن برنامجه سيشهد تقليصاً إضافياً بسبب الارتفاع الحاد بأسعار الغذاء ونقص التمويل، وستكون لذلك نتائج كارثية على الشعوب التي تعول على مساعدات البرنامج، إذ قد يعاني 1.9 مليون شخص إضافي من الجوع بسبب الأزمة الأكرانية وارتفاع أسعار الغذاء".

كما شدد غريفيث على ضرورة أن تحول التعهدات إلى مساعدات فعلية وعلى وجه السرعة، وعلى ضرورة توفير الاستثمارات الكافية لتمويل مشاريع برامج التعافي المبكر، والمتعلقة بدعم برامج تقدم الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والمياه والكهرباء والحماية الاجتماعية وغيرها.

وتحدّث غريفيث عن استمرار الأعمال العدائية والقصف الجوي في شمال غرب سورية واستهدافه المدنيين، وأشار إلى استمرار انعدام الأمان في مخيم الهول، حيث شهد 13 جريمة منذ بداية العام وأربع محاولات قتل، وأشار كذلك إلى حادثة استهداف مركز لمنظمات غير حكومية في المخيم، ما أدى إلى تعليق تلك المنظمات أنشطتها إلى أن يتم ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، ووصف الوضع في المخيم بالمخزي، حيث يعيش أكثر من خمسين ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال "أكثر من عشرة آلاف طفل وأمهاتهم في الشمال الشرقي السوري في السجون ومخيمات تشبه السجون، وعلينا أن نتحرك بشكل حاسم من أجل الافراج عنهم وتأمين الرعاية اللازمة، حيث يحتاجون إلى الحماية والخدمات الأساسية والحياة الأسرية واستعادة مستقبلهم".

ولفت إلى قضية نقص المياه وتراجع مستويات المياه في نهر الفرات، وقال "يعول 5.5 ملايين شخص في سورية على مياه الفرات وروافده لتأمين احتياجاتهم من مياه الشرب"، وأشار إلى أن نقص منسوب المياه سيؤدي كذلك إلى تقليص ساعات عمل سد تشرين، ويؤثر سلباً كذلك على إمدادات الكهرباء التي تواجه أصلاً تحديات عديدة.

كما تحدث عن دعم الأمم المتحدة 12 ألف طالب يتنقلون بين مناطق سورية تحت سيطرة جهات مختلفة للحصول على تعليمهم وتقديم امتحاناتهم نهاية الشهر، وقال: "في الوقت الذي تخلف فيه الكثير من أطفال سورية عن التعليم بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، فإنه من الضروري أن يجرى دعم هؤلاء وتقديم التسهيلات اللازمة لكي يقدموا امتحاناتهم".

وقال غريفيث إن الأمم المتحدة مستمرة بتوسيع عملياتها الإنسانية عبر خطوط التماس لمناطق عديدة بما فيها شمال شرق سورية، وأشار إلى تفويض مجلس الأمن لعمليات المساعدات الإنسانية العابرة للحدود (عبر باب الهوى) والذي ينتهي في 11 تموز/ يوليو، وذكّر في هذا السياق بأن توسيع عمليات المساعدات الإنسانية عبر خط التماس لا يمكنه أن يعوّض تلك التي تتم عبر آلية المساعدات العابرة للحدود، وشدد على ضرورة تجديدها.

المساهمون