استمع إلى الملخص
- في جلسة لمجلس الأمن، ناقشت ميسويا انتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل وتأثير أوامر الإخلاء على المدنيين، مشيرة إلى تقلص المساحة المسموح لأهالي غزة بالبقاء فيها إلى 11% من أراضي القطاع.
- مايكل رايان حذر من خطر تفشي شلل الأطفال في غزة بسبب استهداف المرافق الصحية، ودعا المجتمع الدولي للتحرك بسرعة لضمان تقديم المساعدات الصحية وتجنب عواقب وخيمة.
وصفت القائمة بأعمال وكيل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس ميسويا، أمس الخميس، الحالة في غزة بأنها تفوق الوضع المأساوي، وتوقفت عند استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 93 ألفاً آخرين في غزة، أغلبهم من النساء والأطفال. وتحدثت ميسويا عن وجود أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن أقاربهم وأولياء أمورهم داخل غزة.
وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الذي عقد جلسة مفتوحة بطلب من المملكة المتحدة وسويسرا للاستماع لإحاطات حول الوضع الإنساني وحملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي من المفترض أن تبدأ الأمم المتحدة بها في الأول من سبتمبر/ أيلول في جميع أنحاء القطاع.
وتوقفت المسؤولة الأممية عند تقارير حول انتهاكات لحقوق الإنسان وسوء معاملة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل، وقالت إن هناك صعوبات غير مسبوقة "تواجه استجابتنا الإنسانية وتلبية الاحتياجات"، ولفتت الانتباه لاستهداف إسرائيل فرقاً إنسانية تابعة للأمم المتحدة ناهيك عن عدم السماح بدخول ما يكفي من المساعدات الإنسانية الأساسية، بما فيها الطبية، إلى القطاع. وشددت ميسويا على عدم قدرة المؤسسات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة على التخطيط بشكل طويل الأمد أو لأكثر من أربع وعشرين ساعة لأنها تجد صعوبة في ذلك، وشرحت "إننا لا نستطيع أن نحدد ما هي الإمدادات التي سنحصل عليها، ومتى سنحصل عليها، وإلى أين سنتمكن من توصيلها. إن حياة 2.1 مليون إنسان لا يمكن أن تعتمد على الحظ والأمل وحدهما".
وأشارت المسؤولة الأممية أيضاً إلى عمليات التهجير القسري التي يعيشها أهل غزة منذ قرابة السنة، مبينة أن "نسبة أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي ارتفعت"، وهو ما كان له تأثير "مدمر على المدنيين"، وقالت إنه في شهر أغسطس/ آب وحده "صدر 16 أمراً من هذا القبيل"، مشيرة إلى أن هذه الأوامر شملت أكثر من 88% من أراضي غزة منذ بدء الحرب، ولفتت الانتباه إلى أن المساحة التي يسمح الآن لأهالي القطاع بالبقاء فيها تنحصر بنحو 11% من أراضي قطاع غزة، وتحدثت عن التحديات التي يواجهها أهل غزة لإيجاد مكان يلجأون إليه ودفع الغزيين إلى أوضاع يصعب على أي شخص تحملها، كما حذرت من الأوضاع في الضفة والتصعيد هناك، وناشدت مجلس الأمن والدول الأعضاء التحرك.
الوضع الصحي في غزة
ومن جهته، تحدث المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل رايان في بداية مداخلته أمام مجلس الأمن عن خطر تفشي شلل الأطفال في غزة وحملة التطعيم، التي من المفترض أن تبدأ في الأول من سبتمبر/ أيلول وتستمر لأيام، والتي تهدف إلى تطعيم أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة في غزة، وهي مكونة من جولتين، وستتم الثانية منها بعد قرابة الشهر من أجل الحصول على الجرعة الثانية.
ورأى رايان أن ذلك "تذكير صارخ" بسرعة ظهور الأمراض المعدية في مناطق النزاعات التي تتعرض فيها الأنظمة الصحية للتدمير أو الاستهداف، ولفت الانتباه إلى عودة شلل الأطفال للقطاع وظهور أول إصابة بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على اختفاء المرض من فلسطين، وتطرق أيضاً لانتشار أمراض أخرى، لكن القدرة على منعها واكتشافها تبقى محدودة في ظل الظروف الحالية.
وتوقف المسؤول الأممي عند استهداف إسرائيل المرافق الصحية والبنية التحتية وقتل المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والصحي، وأشار إلى توثيق منظمة الصحة العالمية أكثر من 1098 هجوماً ضد مرافق ومنشآت صحية في فلسطين، منها 492 هجوماً في غزة أدت إلى مقتل 747 شخصاً وإصابة 969 آخرين، في حين وثقت المنظمة أكثر من 520 هجوماً ضد مرافق ومنشآت صحية خلال السنة الأخيرة تقريباً في الضفة المحتلة، قتلت 23 فلسطينياً وجرحت قرابة مئة شخص.
وأشار رايان إلى أن استهداف وتدمير البنية التحتية المدنية، بما فيها تلك التي تتعلق بتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي، أدى إلى انتشار الأمراض المعدية والجلدية، حيث يعاني قرابة 25% من أهل غزة من أمراض تتعلق بعدم توفر المياه النظيفة، مثل الإسهال الدموي والأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي (أ) وغيرها من الأمراض.
وحذر رايان من الفشل في تقديم المساعدات وخدمات الرعاية الصحية بما فيها حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، وناشد المجتمع الدولي التحرك وبسرعة لضمان الحفاظ على الهدن الإنسانية لحملة التطعيم وتسليم الإمدادات الصحية، محذراً من أنّ الفشل في التحرك ستكون له عواقب وخيمة على غزة والمنطقة والعالم.