يدفع سوء الخدمات الصحية والفساد المتفشي المرضى المقيمين في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" للتوجه إلى مناطق سيطرة النظام السوري، أو مناطق سيطرة الجيش الوطني، لتلقي العلاج، خاصة المصابين بفيروس كورونا ومن يحتاجون لإجراء عمليات جراحية، على الرغم من مشقة السفر والتكاليف الإضافية التي تفرض عليهم.
يؤكد الإعلامي فواز المرسومي، من ريف دير الزور، لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع الصحية في مناطق شمال شرق سورية، خاصة في دير الزور ومحافظة الرقة، سيئة للغاية، وأن بلدة "الهرموشية" وحدها سجلت 60 وفاة لمصابين بفيروس كورونا خلال شهر ونصف، ومرض اللشمانيا يتفشى في بلدة الباغوز بشكل غير مسبوق، حيث سجلت خلال شهر 450 إصابة.
ويشير المرسومي إلى أن "قسد" والإدارة الذاتية التابعة لها عاجزتان عن تقديم العلاج للناس في مناطق سيطرتهما، الأمر الذي يضطر الأهالي إلى التوجه لمناطق سيطرة النظام، أو مناطق الجيش الوطني في الشمال الغربي، والإدارة الذاتية لا تمنع انتقال المرضى لتلقي العلاج، لكن المشكلة الأولى تتمثل في الإتاوات التي تفرضها عليهم حواجز النظام، وفي مناطق سيطرة الجيش الوطني، سجلت حادثة فرض فيها الحاجز على كل شخص 100 دولار للمرور.
وأوضح أن "هناك فساد في كافة المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية، وقطاع الصحة من بين الأكثر فسادا، واتضح ذلك مع تفشي فيروس كورونا، والموجة التي ضربت ريف دير الزور الغربي مستمرة، وعدد الوفيات كبير، وصور الأطفال المصابين باللشمانيا مخيفة".
يؤكد خالد الإبراهيم، من سكان مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة، لـ"العربي الجديد"، أنه اضطر للانتقال إلى العاصمة دمشق، والطريق استغرق نحو 10 ساعات، عانى خلالها من مشاكل كثيرة، وأجبر على دفع مبالغ مالية للحواجز التي مرّ بها. "المشافي سيئة للغاية في الطبقة، وكذلك في الرقة، وخاصة في علاج مصابي الفشل الكلوي الذين يضطر الكثير منهم للذهاب إلى مدينة حلب، كونها الأقرب، لتلقي العلاج".
وتابع الإبراهيم: "ليس سهلا عليّ كمريض أن أبقى على الطريق ساعات متواصلة حتى أصل إلى دمشق، وأن أدفع كل ما لدي من مال لتلقي العلاج، لكني كالكثيرين هنا مرغم على ذلك بسبب سوء الواقع الصحي في مدينتي".
ويوضح عضو من مكتب منبج الإعلامي، لـ"العربي الجديد"، أن "الحالات الطبية الصعبة تتوجه إلى مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب لتلقي العلاج، بعد الحصول على موافقة أمنية للعبور من معبر (التايهة)، بينما يسلك المطلوبون للنظام طرق التهريب إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني في جرابلس، أو إعزاز بريف حلب الشمالي".