مرضى الكوليرا في السودان.. أنين صامت ومرافق طبية متهالكة

21 اغسطس 2024
مكافحة الكوليرا في السودان تصطدم بضعف الإمكانات، ولاية كسلا، 17 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحرب في السودان أدت إلى تدمير البنى التحتية والمرافق الطبية، مما ساهم في انتشار الكوليرا وتهديد حياة 48 مليون شخص.
- في ولاية كسلا، تتلقى عائشة محمد العلاج من الكوليرا، حيث تزايدت الحالات منذ يوليو/تموز بسبب تلوث مياه الشرب.
- وزير الصحة السوداني أعلن تفشي الكوليرا، مع تسجيل 556 إصابة و27 وفاة، وأكدت منظمة الصحة العالمية تسجيل 11327 حالة و316 وفاة منذ بدء الحرب في أبريل 2023.

لم ترحم الحرب الدائرة في السودان منذ 16 شهرا الأهالي، حيث ساهم تدمير البنى التحتية والمرافق الطبية ونقص المياه النظيفة، في انتشار الكوليرا في السودان مهددا 48 مليون شخص لاحتمال الإصابة بهذا المرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج المناسب.

على سرير صغير بمستشفى في ولاية كسلا في شرق السودان، ترقد عائشة محمد تتلقى المحاليل الطبية اللازمة بسبب إصابتها بأعراض مرض الكوليرا الذي أُعلن تفشيه في البلاد في الفترة الأخيرة. وتتلقى عائشة الرعاية الطبية في ود الحليو في ولاية كسلا، قائلة بصوت واهن، "جئت إلى هنا أعاني من إسهال حاد".

الكوليرا في السودان تضاعف قسوة الحياة

وتقع ود الحليو بين ولايتي كسلا والقضارف عند الحدود مع إريتريا وإثيوبيا ويقدر عدد سكانها بنحو 350 ألف نسمة ويعمل معظمهم في الزراعة، ويؤكد مسؤول الصحة فيها آدم علي أن حالات الإصابة بالكوليرا بدأت تصل إلى المستشفى منذ الرابع والعشرين من يوليو/تموز، "وقد وصل عددها حتى الآن إلى 150 حالة"، موضحا أن "69% من سكان المحلية يشربون مباشرة من النهر وهي مياه ملوثة"، في إشارة إلى نهر ستيت الذي يمر بود الحليو وينبع من إثيوبيا.

أمام مستشفى كسلا، يجلس السوداني حسن الجنيد (49 عاما) مرافقا لشقيقته التي تم حجرها بعد إصابتها بالكوليرا، قائلا "أصيبت شقيقتي بالكوليرا وأنا مرافقها الوحيد ولا أستطيع الدخول معها، فأظل هنا في انتظارها"، مضيفا "أخشى أن يصيبني المرض، عندها لن نجد من يجلب لنا الأدوية".

 وأعلن وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، السبت، تفشي وباء الكوليرا في السودان فيما تهطل منذ أسابيع أمطار غزيرة على البلاد أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص وظهور عدد من الأمراض مع زيادة حالات الإسهال خصوصا بين الأطفال. مشيرا إلى أن ولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان هما الأكثر تضررا من الوباء، مرجعا تفشي الكوليرا في السودان إلى "تردي البيئة وتلوث مياه الشرب". وأفادت الوزارة في وقت لاحق بتسجيل 556 إصابة أدت إلى 27 حالة وفاة خصوصا في كسلا.

والجمعة قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغاريت هاريس في تصريحات للصحافيين إنه تم الإبلاغ عن 11327 حالة إصابة بالكوليرا في السودان من بينها 316 حالة وفاة. وهذه الحالات سجلتها وزارة الصحة السودانية على مدى عام تقريبا منذ بدء الحرب في إبريل 2023.

وكانت السودان تسجل حتى قبل اندلاع الحرب في إبريل/نيسان 2023، إصابات بالكوليرا الناجم عن تلوث المياه أو الطعام، خصوصا خلال فترة الأمطار الموسمية. والكوليرا هي عدوى إسهالية حادة تنتج من تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون