مرضى الكلى في عفرين السورية مهددون جراء توقف مشفى السلام

10 سبتمبر 2024
مرضى في مشفى السلام بعفرين السورية، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **توقف دعم مشفى السلام في عفرين وتأثيره:** توقف دعم مشفى السلام في عفرين يهدد حياة 140 مريض كلى كانوا يتلقون 1400 جلسة غسيل شهريًا، ويضطرهم للسفر لمناطق بعيدة لتلقي العلاج.

- **مناشدات المرضى والمقيمين:** أحمد الأحمد وفريال بكور يعبران عن معاناتهما بعد توقف المشفى، ويطالبان المنظمات الدولية بتقديم الدعم اللازم لاستمرار عمل المشفى.

- **الأزمة الصحية في شمال غرب سورية:** توقفت 77 منشأة صحية عن العمل، و112 منشأة أخرى مهددة بالتوقف، مما يهدد صحة ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من النازحين.

يعيش مرضى الكلى في عفرين السورية حالة من الخوف بعد توقف دعم مشفى السلام وإغلاق بعض الأقسام فيه، في الوقت الذي يعمل فيه قسم الغسل بالمخزون الاحتياطي من المواد المتاحة.

مشفى السلام يخدم الآلاف من السكان شهرياً، وهو الوحيد المتاح لمرضى غسيل الكلى في المنطقة، وفقاً لما قال أمين بكداش، المدير الإداري للمشفى، لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّ توقف عمل المشفى هو نتيجة توقف الدعم، وهو مكوّن من قسمين رئيسين: الأول يقدم شهريًا نحو 1400 جلسة غسل لأكثر من 140 مريضًا، وكانت منظمة بهار هي التي تتكفل بكل الأدوية والمستلزمات والمستهلكات فيه. أما القسم الثاني فيتكون من قسم إسعاف، وقسم للحواضن، وقسم للأطفال، وقسم النسائية والولادة، وقسم مهم خاص بتغذية الأطفال الذين يعانون حالات سوء التغذية. وأيضًا توجد صيدلية توفر الدواء مجانًا. وأضاف "توقف الدعم عن المشفى يهدد حياة نحو 5 آلاف مريض كانوا يراجعونه، والمعضلة أن مرضى الكلى في عفرين وضواحيها بلا مشفى والمخزون الاحتياطي من المستهلكات بدأ ينفد".

ووفقاً للمتحدث، فإن المشفى يعمل منذ نحو ثمانية أعوام مجانًا، "توقفه يعني أن جميع مرضى غسل الكلى في عفرين وضواحيها أصبحوا بلا غسل للكلى، مما يضاعف معاناتهم إما بالسفر إلى إعزاز أو إدلب". وناشد "المنظمات والمانحين الدوليين تقديم الدعم لهؤلاء الناس، لأنهم معدمون وغير قادرين على العلاج في المستشفيات الخاصة".

مناشدات في عفرين السورية

وقال أحمد الأحمد، المقيم في مخيم قريب من مدينة عفرين، لـ"العربي الجديد": "أتيت إلى المشفى لأخذ أدوية ومراجعة طبيب الأطفال، ففوجئت بتوقفه، واضطررت للتوجه إلى مشفى آخر في مدينة عفرين لمراجعة الطبيب والعلاج، بعد أن كان الأول يحل لنا مشاكلنا كونه قريبًا ومجانيًا".

أما فريال بكور من محافظة إدلب، وهي نازحة في بلدة عصرين، فقد أوضحت لـ"العربي الجديد" أنها تقيم في المنطقة منذ خمس سنوات، وتغسل الكلى في مشفى السلام (بهار) منذ نحو ثلاث سنوات، ثلاث مرات في الأسبوع. وأضافت: "لا معين لي إلا الله. لدي أحد عشر يتيمًا. قمت بتشييد خيمة بجانب بيت ابنتي، ونعيش في غرفة غير مكتملة البناء. الحقيقة هي أنه إذا توقفت عن الغسيل هنا، فلا أعلم أين أذهب. إذا توقف الدعم، سأموت. ماذا نفعل؟ نطلب المساعدة من الإخوة الكرام ومنكم جميعًا لاستمرار الدعم".

أضافت بكور: "نحن نغسل في مركز بهار، أخبرونا أن المركز سيتوقف بسبب انقطاع الدعم. وأنا لا أستطيع تحمل تكلفة الغسل على حسابي، فالجلسة الواحدة تتراوح بين 70 و80 دولارًا، وأنا أغسل ثلاث مرات في الأسبوع، ولا أملك القدرة على تحمل هذه التكاليف، إذ تبلغ التكلفة الأسبوعية ما بين 200 و250 دولارًا، ولا أملك هذه الإمكانية. سأضطر للبقاء في البيت والانتظار حتى يحين قدري".

تجدر الإشارة إلى أنه في نهاية إبريل/نيسان الماضي، توقفت 77 منشأة صحية عن العمل في عموم منطقة شمال غرب سورية، من بينها 17 مشفى متخصصًا في النسائية والأطفال. وباتت 112 منشأة صحية في إدلب، بين مركز رعاية أولية ومركز تخصصي ومشفى، مهددة بتوقف خدماتها نتيجة توقف الدعم بحلول نهاية يونيو/حزيران المقبل. تلك المنشآت تخدم نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من سكان المخيمات النازحين والمهجرين قسراً، ومن بين هؤلاء 130 ألف امرأة ستفقد خدمات الصحة الإنجابية.

المساهمون