مرضى السرطان يتظاهرون غداً في بغداد للمطالبة بتوفير الأدوية

14 أكتوبر 2020
تظاهرة سابقة لمرضى السرطان في العراق (فيسبوك)
+ الخط -

دعا عدد من مرضى السرطان في العراق إلى التظاهر أمام مقر وزارة الصحة، غدا الخميس، احتجاجا على عدم توفر الأدوية وعدم توفير الحكومة لمستلزماتهم من أجل العلاج بعدما عصفت أزمة مالية بالبلاد من جرّاء تفشي فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط.
ورغم ميزانيات العراق الكبيرة خلال الأعوام الماضية، إلا أنها لم تكن كفيلة بتحسين أوضاع القطاع الصحي الذي تحوّلت أوضاعه إلى الأسوأ، إذ تعاني أغلب المؤسسات الصحية من نقص الأدوية، وتعزو وزارة الصحة ذلك إلى عدم توفر المخصصات المالية الكافية.
ولا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد المصابين بالسرطان في العراق، لكن أرقاما رسمية تؤكد أن معدل الإصابة يبلغ 2500 سنويا، ويمثل سرطان الثدي 20 في المائة منها، ما يتسبب بشح الأدوية في المستشفيات رغم توفرها في الصيدليات الخاصة عبر تسريب الجرعات المخصصة للمرضى من المستشفيات إلى الصيدليات التي تبيعها بأسعار باهظة.
وقال منسق تظاهرات مرضى السرطان في بغداد ذو الفقار علي، لـ"العربي الجديد"، إن "العلاج اختفى من المستشفيات، وبعض المرضى لم يحصلوا على أي جرعة منذ سبعة أشهر، أي منذ إعلان حظر التجول وإغلاق الحدود بعد تفشي فيروس كورونا. بعض الجهات المسؤولة في وزارة الصحة متهمة بتهريب الأدوية المخصصة لمرضى السرطان لبيعها عبر الصيدليات بأسعار تصل أحياناً إلى ألف دولار أميركي للجرعة الواحدة".
ولفت إلى أن "مرضى السرطان سيتظاهرون غدا، الخميس، من أجل المطالبة بتوفير العلاج، وتحسين الواقع الصحي المتردي. لن نرفع أي مطالب سياسية، فمطالبنا هي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المرضى".

من جهته، قال مسؤول في وزارة الصحة العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "ملف مرضى السرطان معقد، ويتحكم به تيار سياسي نافذ يسيطر حالياً على مناصب مهمة في الوزارة، ولديه أدوات وموظفين يعملون على تهريب الجرعات المخصصة للمرضى إلى صيدليات خاصة في بغداد ومدن جنوب العراق، من أجل بيعها بأسعار باهظة".
ولفت المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "الحكومة تخصص في كل موازنة مبالغ كبيرة من أجل توفير العلاج، إلا إنه سرعان ما يختفي من مخازن وزارة الصحة، مع العلم أن مجموعة الجرعات الخاصة بالمريض الواحد تصل أحياناً إلى مائة ألف دولار. الوزارة تعاني من سيطرة الأحزاب والتيارات الدينية، ودخلت أخيراً على الخط الفصائل المسلحة التي تسعى للحصول على الصفقات، إضافة إلى اعتماد موافقات لبناء مستشفيات خاصة، وكل هذه الصراعات في الوزارة يقع المريض ضحية لها، ولعل مرضى السرطان الأكثر تضرراً".
ويرتفع عدد الإصابات بالسرطان في مدن الجنوب والمناطق التي تعرضت سابقا إلى القصف باليورانيوم في مناطق الغرب والشمال. وكانت وزارة البيئة، قبل أن يتم دمجها مع وزارة الصحة عام 2015، قد أفادت بوجود ما يقارب 300 موقع ملوث في عموم العراق، من بينها 63 موقعا عسكريا في بغداد والموصل وعدد من المحافظات الجنوبية.

المساهمون