تفقّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، عدداً من المستشفيات في شمال غربي سورية، في أول زيارة لمسؤول أممي رفيع المستوى إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة، منذ الزلزال المدمّر.
وصل غيبريسوس إلى محافظة إدلب آتياً من تركيا. وزار، وفق مراسل وكالة "فرانس برس"، ثلاثة مستشفيات في بلدات باب الهوى وعقربات وسرمدا، كما تفقّد مركز إيواء للمتضررين من الزلزال في بلدة كفرلوسين.
وتعدّ الزيارة الأولى لمسؤول أممي رفيع المستوى منذ الزلزال إلى منطقة إدلب ومحيطها الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أقل نفوذاً، والتي نادراً ما يزورها مسؤولون أمميون.
My heart is with the people of #Türkiye, who have lost loved ones. The earthquake damage is massive as are the needs of the population. I urge the international community to support the @UN flash appeal so that we can deliver life-saving and recovery assistance. pic.twitter.com/m9fkO7GMeo
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) February 28, 2023
وقال إن التمويل الحالي وفتح معابر حدودية إضافية ليست إجراءات كافية لمساعدة المنكوبين في المنطقة التي ضربها الزلزال في شمال غربي سورية، مضيفاً أنه "شعر بالانزعاج والحزن" عندما زار المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وأدلى غيبريسوس بتلك التصريحات للصحافيين بعد أن زار مستشفى في المنطقة. وشدد على أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من التمويل وطرق الوصول.
وقال للصحافيين في سورية: "لا أظن المعابر الثلاثة القائمة كافية. أي إمكانية متاحة للوصول يجب أن تستغل". وأشار إلى أنه لم يناقش مع السلطات المحلية إمكانية دخول مساعدات عبر خطوط المواجهة من مناطق يسيطر عليها النظام.
وتسبب الزلزال المدمّر الذي ضرب في السادس من فبراير/شباط سورية، ومركزه في تركيا المجاورة، في مقتل أكثر من خمسين ألفاً في البلدين. وفي سورية وحدها، قتل قرابة ستة آلاف شخص، 4.537 منهم في مناطق سيطرة الفصائل في إدلب وشمال حلب (شمال).
وجاءت زيارة غيبريسوس إلى الجانب السوري من الحدود مع تركيا، بعد وصوله في 11 فبراير/شباط إلى مدينة حلب في طائرة حملت حوالى 37 طناً من الإمدادات الطبية الطارئة استجابة للزلزال.
والتقى غيبريسوس في اليوم اللاحق الرئيس بشار الأسد في دمشق، ونقل عنه موافقته على استخدام الأمم المتحدة لمعبرين، خارج نطاق سيطرته، من أجل إيصال المساعدات عبر الحدود إلى المناطق المتضررة من الزلزال والخارجة عن سيطرة القوات الحكومية.
وبعد أسبوع من الزلزال الذي تسبّب في دمار هائل في العديد من المناطق الحدودية مع تركيا، دخل وفد من الأمم المتحدة إلى إدلب، في زيارة لتقييم الأضرار. وجال في مناطق عدّة.
ودخل الوفد حينها على وقع انتقادات أطلقتها منظمات محلية وناشطون معارضون إزاء تأخر الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إلى المناطق المنكوبة. وأقرّ منسّق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، خلال زيارته الجانب التركي من معبر باب الهوى في 12 فبراير/شباط، أنّ الأمم المتحدة "خذلت حتى الآن الناس في شمال غربي سورية".
وبحسب بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، دخلت منذ الزلزال أكثر من 420 شاحنة محمّلة بمساعدات إلى شمال غربي سورية، عبر ثلاثة معابر حدودية مع تركيا هي باب الهوى وباب السلامة والراعي.
ويقطن في إدلب وشمال حلب أكثر من أربعة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين، ويعتمد تسعون في المائة منهم على المساعدات الإنسانية.
(فرانس برس)