عاد سكان مدن صينية رئيسية، من بينها بكين وشنغهاي وووهان، إلى أنشطتهم الطبيعية، اليوم الإثنين، على الرغم من البرد وارتفاع الإصابات بكوفيد-19، مدفوعين بثقة بقوّة الاقتصاد مع تعافي مزيد من المصابين بالوباء.
وتجمّع بعض سكان العاصمة بكين للتزلّج على جليد بحيرة متجمّدة، وسط حماسة إزاء عودة الأنشطة العامة بعدما كانت الصين قد تخلت في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2022 عن أشدّ إجراءات مكافحة فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) التي كانت تُطبَّق بصرامة في إطار سياسة "صفر كوفيد"، متبنّية استراتيجية التعايش مع كورونا.
ويشير أحد المتزلجين في بكين لوكالة رويترز إلى أنّه "بعد نهاية هذا الإغلاق، لم نعد في حاجة إلى مسح الرموز الصحية.. نحن أحرار الآن".
لكنّ موجة من تفشّي الفيروس تتعاظم في أنحاء البلاد منذ ذلك الحين، بعد أن أبقت الصين على حدودها مغلقة بالكامل تقريباً لمدّة ثلاثة أعوام، في ظلّ نظام صارم تضمّن إغلاقات وحملات فحص بلا هوادة.
وعلى الرغم من أنّ اليوم الإثنين عطلة رسمية في الصين، فإنّ حركة المرور في العاصمة تزايدت في الأيام القليلة الماضية مع تدفّق الناس على الأماكن المفتوحة، في حين أنّ نشاط الأعمال ما زال بطيئاً في بعض المواقع المغلقة مثل المطاعم.
وفي مدينة ووهان الواقعة وسط البلاد، حيث بدأت الجائحة قبل ثلاثة أعوام، لم يعد الناس يشعرون بالقلق نفسه. ويقول رجل يُدعى وو يعمل في مركز خاص للتدريب لوكالة رويترز إنّ "العمل والحياة والترفيه تعود إلى المستويات الطبيعية".
وتبدأ أكبر عطلة في الصين بمناسبة السنة القمرية الجديدة في 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، ومن المتوقّع حينها أن تنقل شبكة سكك الحديد 5.5 ملايين راكب، بحسب ما ذكره تلفزيون الصين المركزي (سي. سي. تي. في). وفي الأيام القليلة الماضية، حاولت وسائل إعلام رسمية طمأنة المواطنين بأنّ تفشّي كورونا تحت السيطرة فيما يقترب من ذروته.
في سياق متصل، بدأت فرنسا، أمس الأحد، إخضاع المسافرين الوافدين من الصين إلى اختبارات لرصد إصابات محتملة بأحد متحوّرات كورونا، بحسب ما أعلن وزير الصحة فرنسوا براون. وصرّح براون من مطار شارل ديغول في شمال باريس بأنّ "هذه المراقبة عند الوصول ليست بهدف منع أشخاص من دخول أراضينا، إنّما هي رقابة علمية تتيح لنا تحديداً التحقق من المتحوّرات الجديدة". أضاف أنّ "متغيّرات فرعية من متحوّر أوميكرون هي التي تنتشر في الصين حالياً"، مشيراً إلى "مناقشة متوقّعة على المستوى الأوروبي في خلال الأسبوع (الجاري) لمواءمة هذا النموذج" من الفحوصات.
وبذلك تنضمّ فرنسا إلى دول أخرى، من بينها بريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية، في فرض فحوصات عند الوصول من الصين، بعد أربعة أسابيع على إلغاء بكين سياسة "صفر كوفيد" التي كانت تشمل فرض إغلاق وحجر على المصابين وفحوصات جماعية.
(رويترز، فرانس برس)